القديس بولس
+ وما دام الحديث خاص بما قاله بولس عن المرأة يجدر بنا استكماله بأن نربط بينه وبين ما قاله لتيموثيئوس عن أن: "المرأة ستخلص بولادة البنين" - ونص الآية "وَلكِنَّهَا سَتَخْلُصُ بِوِلاَدَةِ الأَوْلاَدِ، إِنْ ثَبَتْنَ فِي الإِيمَانِ وَالْمَحَبَّةِ وَالْقَدَاسَةِ مَعَ التَّعَقُّلِ" (1تي 2: 15) - فهل من المعقول أن نستنتج بأن من لا بنين لها لن تخلص؟ إننا نجد العدد الوفير من العواقر: فهن قد فرحن بالزواج لأنه باب الأمومة، ثم شاء مانح العطايا أن لا يستمتعن بها فهل هؤلاء لا يخلصن؟ وهل يرضى الآب السماوي الذي حرمهن من الإنجاب أن يحرمهن من الملكوت أيضًا؟ وبالمثل تنتظم معهن الأمهات اللواتي لم يمنحهن الله إلا بنات. ونحن نعرف تمامًا أن مجتمعنا ما زالت غالبيته تفضل البنين على البنات على الرغم من الألفين سنة منذ أن أعتق السيد المسيح المرأة كما أعتق الرجل سواء بسواء. فهل يحرم الآب السماوي مثل هذه الأم من الملكوت مع أنه هو الذي شاء أن لا يعطيها ولد؟ ثم ماذا عن الراهبات والمتبتلات؟ لقد كرّسن حياتهن كلها لربهن. فهل ذاك الذي لا ينسى كأس ماء بارد يستطيع أن ينسى حياة بأكملها سلمتها له صاحبتها عن رضى وابتهاج؟