ما أكثرها متعة تلك الرفقة التي سارا فيها تلميذي عمواس مع المسيح وهما في طريقهما إلى قرية عمواس تاركين وراءهما مدينة الملك داود التي شهدت أحداث الصلب، وكانا ماشيان عابسين يجتران الذكريات عن ذاك الحبيب يسوع الناصري الذي كان مقتدرا في الأقوال والأعمال، وكيفا أسلمه رؤساء الكهنة وحكام الأمة لقضاء الموت وصلبوه، واقترب منهما الرفيق الرقيق وتجاذب معهما حديث الطريق اللذيذ، والتهب قلبهما حينما كان يوضح لهما الكتب ويحقق أمامهما النبوات المختصة به ويفسرها لهما وما أن انفتحت أعينهما وعرفاه حتى اختفي عنهما (لو 24: 13-35)، وكان هو ضيف التلاميذ في ذات الليلة حيث فتح ذهنهم ليفهموا الكتب وهو يفسر لهم جميع ما كتب عنه في ناموس موسى والأنبياء والمزامير (لو 24: 44-45).
لقد ألقت القيامة بأنوارها على العهد القديم فتلألأت كتابات الأنبياء وأعطت فهما لطقوس موسى، فلا تقف عند غاية توضيحها فقط بل تفسرها أيضا.