رو26:8 ولكن الروح نفسه يشفع فينا بأنات لا يُنطق بها
تفسير القمص أنطونيوس فكري
آية (26): “وكذلك الروح أيضًا يعين ضعفاتنا لأننا لسنا نعلم ما نصلي لأجله كما ينبغي ولكن الروح نفسه يشفع فينا بأنات لا ينطق بها.”
رأينا في الآية السابقة أن الله يعطينا الصبر لاحتمال آلام هذا العالم، بينما عيوننا مثبته في رجاء نحو الخلاص المعد في السماء. ولكن الله لا يعطينا الصبر فقط بل أرسل لنا الروح القدس ليرافقنا في خلال رحلتنا في هذا العالم وحتى نصل للسماء، ويعيننا في ضعفاتنا.
في أي الأشياء يعين الروح ضعفاتنا:-
- هو الروح المعزي في وسط الضيقات، لمن يشكر. ولكن من يتذمر يتقسى قلبه ويحرم نفسه من التعزيات والبركات السماوية.
- هو روح النصح (2تي7:1) نحتاجه وسط مشاكل هذا العالم، ليعطينا نصيحة مناسبة.
- يبكت على خطية بأن يقنعنا على تركها، ولو اقتنعنا يعطي قوة ننتصر بها على ضعفات الجسد وشهواته. ثم يبكت على بر، أي يقنعنا بعمل البر وحينما نقتنع يعطينا قوة نسلك بها في حياة البر.
- يذكرنا دائمًا بإحسانات الله فنشكره عليها، وبعقاب الأشرار المعد لهم فنخاف خوفًا مقدسًا على أبديتنا، ويذكرنا بكل تعاليم السيد المسيح ويعطينا قوة على التنفيذ (مثل محبة الأعداء وعدم الانتقام..).
- يعطينا قوة نجابه بها المخاطر، ويعطينا كلمة أمام الملوكوالرؤساءوفرح وتعزيات عند الاستشهاد وعند الآلام الشديدة، فرح يتغلب على الآلام.
- إن توانينا في عبادة الله وتكاسلنا فهو ينشطنا ويشدد عزيمتنا.
- هو يعطينا ما نصلي به (هو1:14، 2) فالروح يعطينا كلامًا نقوله لله، وإذا طلبنا طلبات ليست في مصلحتنا أو لا يوافق الله عليها..أمثلة(طلب بولس الشفاء لنفسه وهذا ليس في مصلحته/ طلب خيرات زمنية قد تبعدنا عن الله/ طلب مجد كطلب ابني زبدى أو طلبهم نارًا تحرق من رفضوا المسيح ظنًا منهم أن هذا يمجد الله ، والله لا يرى أن هذا يمجده/ قد يطلب أحد الرهبنة وهذا ليس طريقه..) يكون دور الروح القدس أن يقنع المؤمن أن ما يطلبه ليس بحسب مشيئته (أقنعتني يا رب فاقتنعت إر7:20)+ إن طلبنا شيئًا بحسب مشيئته فإنه يستجيب لنا (1يو14:5). بل قد يقنعني الروح القدس بما يريده الله فأطلبه، أو يقنعني بأن طلبي ليس في مصلحتي فأتخلى عنه. عمومًا سواء هذا أو ذاك سأصلي مِن قلبي لتكن مشيئتك.