رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أيقونة كلمة يونانية تعني صورة ذات صفات خاصة..وفي الاصطلاح الكنسي (الطقسي) تعني صورة دينية مدشنة ومخصصة. في البداية اقتصرت الأيقونات علي التعبير الرمزي (مرحلة الرمز) فكان السيد المسيح يصور وهو يحمل صليبا أو يحمل خروفا(الراعي الصالح)والروح القديس كان يصور علي شكل حمامة,وكان يرمز للكنيسة بالصياد الذي يلقي الشبكة في البحر رمزا للكنيسة في العالم التي تصطاد الناس للملكوت,والعشاء الرباني كان يرمز إليه بسلة بها خبز أو صورة كرمة وهي أيضا ترمز للسيد المسيح والكنيسة,وتعتبر صورة السمكة أقدم رمز في الكنيسة القبطية. أما في القرن الثاني الميلادي فقط نشط الغنوسيون وتقدموا في إنتاجهم الفني منذ عهد البابا أنسيتوس الأول (154-165م) وأفرطوا في توقير الأيقونات مما دعا لاهوتيي القرنين الثاني والثالث لمقاومة حركة الصور وتحريمها تحريما قاطعا في الكنيسة وكان علي رأس هؤلاء اللاهوتيين إيريناؤس(130-200م) والعلامة ترتليان (160-225م) والعلامة أوريجانوس (185-254م)والقديس أغسطينوس(354-430م) وفي القرن الرابع انتقلت الأيقونات من مرحلة الرمز إلي مرحلة الواقعية حيث ظهرت أيقونة السيدة العذراء حاملة الطفل يسوع وأيقونة السيد المسيح يبارك طفلا وأخري يقيم لعازر وأيقونة ذبح إسحق.ومن أهم سمات الفن القبطي في هذا العصر التحول الذي طرأ علي الأيقونة مثل إبراز المراحل التاريخية لحياة بعض القديسين.واشتهر في ذلك العصر رسام قبطي هوأثناسيوس صديق مارمينا العجايبي وهو الذي رسم صورة القديس مارمينا. وفي القرن الخامس حدث تحول جذري في فن رسم الأيقونات فأصبحت تستخدم للتعريف بالإنجيل,وذلك عن طريق تصوير حوادث الإنجيل ومعجزاته بدقه وإبداع فني ويذكر المقريزي (1365-1441م) في عرضه لسيرة البابا كيرلس الأول عمود الدين أنه عمم استخدام الأيقونات في الكنائس. وفي مصر ارتقي فن رسم الأيقونات عند الأقباط ولاسيما النقوش البارزة علي الخشب,ولعل من أبرز الأمثلة علي ذلك الباب الخشبي الثمين وهو من بقايا كنيسة القديسة بربارة بمصر القديمة والذي يرجع إلي ذلك العصر وكذلك العتبة العليا لأحد أبواب الكنيسة الرئيسية لكنيسة العذراء المعلقة بقصر الشمع. وفي القرن السادس الميلادي أعقب ذلك ظهور مجموعة كبيرة من الصور الجدارية عثر عليها في باويط وسقارة,وتتميز أيقونات ذلك العصر بتنوع وغزارة موضوعاتها وزيادة الأساليب الفنية الشرقية في عناصر فنها.وقد رسم الفنان القبطي علي الخشب والقماش والحصي (الجبس),وعلي هوامش الكتب.ومن أهم أيقونات هذا القرن مقصورة في دير باويط(شمال أسيوط) رسم عليها صورة السيد المسيح وهو جالس علي العرش وبجواره رئيسا الملائكة ميخائيل وغبريال,وأسفل المقصورة صورة أخري للسيد المسيح وهو طفل مع السيدة العذراء وحولهما الحواريون واثنان من القديسين. في متحف ميلانوا بإيطاليا لوحة للقديس الشهيد مارمينا العجايبي ترجع إلي القرن السابع,نري فيها الشهيد متشحا بردائه وعليه الثوب العسكري,وفي قرية بقربتطون علي بعد 20 كيلو مترا إلي الجنوب من الفيوم وجدت صورة لأبينا إبراهيم يقدم ابنه إسحق. * حرب الأيقونات في الكنيسة البيزنطية شهد القرنان الثامن والتاسع حربا شعواء سميتحرب الأيقونات بدأت سنة 726 عندما حطم الإمبراطور لاون الثالث أيقونة للسيد المسيح كانت فوق باب قصره في القسطنطينية,ولم تهدأ هذه الحرب إلا في سنة 843م حيث عاد الهدوء والسلام وانتصرت الكنيسة علي إرادة الأباطرة حيث أعادت الإمبراطورةثيؤدورة إكرام الأيقونات في الأحد الأول من الصوم المقدس في احتفال مهيب تحتفل به الكنيسة البيزنطية كل عام وهو يدعي أحد الأرثوذكسية,وخلال هذه الحرب استشهد عدد كبير من الرهبان دفاعا عن الأيقونات,أما في مصر وفي الفترة من القرن الثامن إلي العاشر والتي شهدت دخول العرب مصر فقد قلت صور الأشخاص وشاع رسم المخطوطات الهندسية وفروع أوراق وثمار بعض النباتات مثل الرمان والكرمة,وفي ذلك يذكر المقريزي أن الآثار القبطية الحالية تمثل الجودة الحقيقية للفن القبطي لأن اللوحات الثمينة قد حطمت. ومن الرسامين العظام في تاريخ الكنيسة القبطية في القرون الأخيرة نذكر الراهب مقار الذي رسم بطريركا البابا مكاريوس الأول(932-952م) وفي القرن الثاني عشر كان في دير أبو مقار رسام يدعي مقار,يرجع الفضل إليه في تزيين كنيسة أنبا مقار بالصور الزيتية,وقد رسم بطريركا باسم البابا مكاريوس الثاني البابا التاسع والستين(1102-1128م)- ثم سيم الأنبا ميخائيل مطران دمياط(1179-1181)صاحب مجموعة القوانين المسماة باسمه. وابتداء من القرن الحادي عشر وحتي بدايات القرن السادس عشر بدأ رسم الأشخاص تنتابه حالة من الضعف العام ومن أشهر الفنانين الأقباط في القرن السابع والثامن عشر نجد حنا الناسخ وبغدادي أبو السعد ومنذ القرن الثامن عشر عهد الأقباط بالفن القبطي إلي مصورين من الأرمن أو الروم أو الإيطاليين مثل يوحنا الأرمني الذي رسم عددا من الأيقونات الموجودة بكنيسة السيدة العذراء الشهيدة بقصرية الريحان بمصر القديمة والذي يعتبر من مشاهير مصوري الأيقونات في القرن الثامن عشر وأصبح الاهتمام بالفن القبطي ضئيلا جدا بعد القرن التاسع عشر.ويذكر بتلر أن البابا كيرلس الرابع الشهيربأبو الإصلاح اعترض علي المبالغة الزائدة في تكريم الأيقونات. أما في النصف الثاني من القرن العشرين اشتهر الفنان القبطي إيزاك فانوس المولود سنة 1919 والذي تخصص أولا في فن النحت ثم أسس قسم الفن القبطي بمعهد الدراسات القبطية سنة 1954,وسافر في بعثة إلي فرنسا لدراسة هذا الفن وقام برسم لوحات قبطية عديدة في كثير من كنائس الكرازة المرقسية وفي بلاد المهجر.كما نذكر أيضا الفنان يوسف نصيف والدكتورة بدور وهما من الفنانين الأقباط الكبار وهناك آخرون كثيرون. المراجع * الكنيسة مبناها ومعناها-أثناسيوس راهب من الكنيسة القبطية * الفن القبطي ودوره الرائد بين فنون العالم المسيحي القمص يوساب السرياني |
|