رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"وأيّة موافقة لهيكل اللَّه مع الأوثان؟ فإنكم أنتم هيكل اللَّه الحي. كما قال اللَّه: إني سأسكن فيهم، وأسير بينهم، وأكون لهم إلهًا، وهم يكونون لي شعبًا" ]16[. المؤمن هيكل اللَّه قد تخصص وتكرس لخدمة اللَّه الذي وعد أن يسكن في أعماقه ويسير معه، ويقبله ابنًا له. فكيف يمكن أن تتحقق موافقة بين هيكل اللَّه وهيكل الوثن؟ اللَّه إله غيور لن يقبل أن يعطي مجده لآخر، ولا أن يشترك مع آخر في ذات القلب. ليس شيء أكثر دنسًا ونجاسة في عيني اليهودي من إقامة وثن في هيكل الرب، هكذا لا يليق الشركة بين العبادتين، فالوثني لن يعبد اللَّه خالقه، والمسيحي لن يعبد وثن. فإن اشترك الاثنان في عبادة واحدة، أو تزوج الاثنان ليعيشا في بيت واحد، كيف يمكن أن يتحقق ذلك؟ يؤكد الرسول اشتياق اللَّه لإقامة بيته المقدس في قلب المؤمن كهيكلٍ خاص به. إنه ليس بعابر طريق يبيت ليلة أو أكثر في قلب المؤمن إنما هو مالك للقلب وساكن دائم فيه، يسير في أعماقه. يعلن أنه إلهه، لا يشاركه أحد معه وهو يكون من شعبه يتقبل عمله الإلهي من تعليم واستنارة وعون وحماية وقيادة وشبع، يتقبل بركات إلهية لا حصر لها. v بسبب سكناه ننال كل ما يخص اللَّه الآب، وما يخص بالمثل ابنه الوحيد. v هكذا كانت مسرة اللَّه أن يأتي من السماء المقدسة، ويأخذ طبيعتك العاقلة. فقد أخذ جسدًا من الأرض ووّحده بروحه الإلهي، حتى تستطيع أنت (الأرضي) أن تنال الروح السماوي. وحينما تصير لنفسك شركة مع الروح ويدخل الروح السماوي في نفسك حينئذ تكون إنسانًا كاملاً في اللَّه، ووارثًا وابنًا. v يليق بالهيكل الإلهي البخور الذي يكون من أطيب رائحة. كل فضيلة هي بخور عقلي، مقبول تمامًا عند إله الكل. القديس كيرلس الكبير v رأى يوحنا المدينة المقدسة نازلة من السماء مبنية على أسس من حجارة كريمة ولها اثنا عشر بابًا (رؤ 10:21-21)... في هذه المدينة يملك المسيح؛ وسكانها أنفسهم هم سكان وأبواب، بيوت وسكان. المسيح ساكن فيهم، المسيح يتحرك فيهم. يقول: "أنا أسكن وأتحرك فيهم". فكروا في النفس القديسة كيف أنها أقدس من أن تُوصف. إنها تضم المسيح الذي السماء ليست متسعة لتحويه!... يتحرك فيها! فبالتأكيد هي بيت متسع فيه يسير. قيل: "أنتم هيكل اللَّه، والروح القدس يسكن فيكم" (راجع 1 كو 16:3). لنعد هيكلنا حتى يأتي المسيح ويجد مسكنه فينا، وتصير نفوسنا صهيون، وتكون برجًا يُقام في الأعالي، فتكون دومًا إلى فوق وليس إلى أسفل. القديس جيروم |
|