فأنهم مراؤون لان سلوكهم لا يعبّر عن أفكار قلوبهم وقد وصفهم يسوع بالعُميان. "أَيُّها القادَةُ العُميان، يا أَيُّها الَّذينَ يُصَفُّونَ الماءَ مِنَ البَعوضَةِ ويَبتَلِعونَ الجَمَل" (متى 23: 24). فالمرائي من فرط رغبته في خداع الآخرين، ينتهي به الآمر إلى خداع نفسه ذاتها، فيصبح في حكم الأعمى عن حالته، عاجزًا أن يرى النَّور. إن للقادة الرُّوحيين دورًا لا بُدّ منه على الأرض، ولكن ألا يأخذون مكان الله نفسه، وذلك عندما يستبدلون بالشَّريعة الإلهيَّة سُنناً بشريَّة. إنهم عُميان يريدون أن يقودوا غيرهم، "إِنَّهُم عُميانٌ يَقودونَ عُمياناً. وإِذا كانَ الأَعمى يَقودُ الأَعمى، سَقَطَ كِلاهُما في حُفْرَة" (متى 15: 14)، وتعليمهم ما هو إلا خميرة خبيثة حذّر يسوع تلاميذه منهم قائلا " إِيَّاكُم وَخَميرَ الفِرِّيسيِّينَ، أَي الرِّيَاء" (لوقا 12: 1). "أيُّها الفِرِّيسيُّ الأَعمى، طَهِّر أَوَّلاً داخِلَ الكَأس، لِيَصيرَ الظَّاهِرُ أَيضاً طاهراً" (متى 23: 26).