أن الله كان مزمعا أن يستخدم العذراء بطريقة عجيبة جدا لأجل أجراء مقاصده الأزلية ,ولكنه لم يخفى الملاك فى تحيته مركز العذراء وكرامتها إذ قال لها لأنك وجدتى نعمة عند الله ,وهنا نجد أن السماء تتجه نحو الأرض من أجل فرح الأنسان ,بل أن الله نفسه يتجه للإنسان فى نعمة سامية تعلو فوق كل شىء وتسمو فوق أفكار الأنسان كسمو السماء عن الأرض ,والحقيقة مريم لم تكن مثل زكريا عندما ظهر لها الملاك ,فقد ظهر الملاك لزكريا نتيجة صلوات خاصة وإختبارات خاصة ,أما العذراء فنتيجة فيضان النعمة المتبادل بينها وبين الله ,هى وجدت نعمة عنده وهو وجدها نعمة وبركة للعالم كله ,لم تفكر العذراء فى ذاتها كما فكر زكريا فى ذاته فقاده ذلك لعدم الأيمان ,وإذ لم يكن لها التفكير فى ذاتها على الأطلاق سلمت نفسها لله لكى تصبح الأناء الذى يعمل به الله بحسب أفكار نعمته الفائضة ,لقد وجدت نعمة عند الله ,ولو نظرنا فى سفر التكوين 6: 8 نجد ربنا بيقول 8وَأَمَّا نُوحٌ فَوَجَدَ نِعْمَةً فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ.,وأما قلب مريم فكان مجهزا لتقدير هذه النعمة العظيمة ,ثم تعين لها أسم الأبن المزمع أن تلده وهو يسوع وهذا هو اسمه الشخصى كالمولود من مريم ., ,اما يسوع فيكون عظيما إذ ينتسب إلى العلى والرب الإله يعطيه كرسى داود أبوه من ناحية الجسد ,وأما من جهة مله المذكور هنا فهو على بيت يعقوب فقط , وأن ملك الرب يسوع على بيت يعقوب يشير إلى تدريباته الإلهية للمدعوين المختارين إلى أن يصبحوا تحت تأثير النعمة الإلهية وهكذا يملك عيهم وملكه هو إلى الأبد ,لقد أحتاج يعقوب إلى حياة تدريب طويله وكان يحتاج إلى التقويم والتأديب وعامله الله بمقتضى نعمته وأمانته ,ولم يتركه إلا بعد أن وصل يعقوب إلى ما يريده الله أن يصل أليه إذ قال له لن أتركك حتى أفعل ما كلمتك به ,وقول الملاك عنه أن ملكه يكون إلى الأبد وبلا نهاية يعنى أنه يدوم ما ما دام بيت يعقوب موجودا على الأرض فى حالة يحتاج إلى الحكم ,ولا يخفى أيضا أن بيت يعقوب كان موجودا هنا على الأرض وليس فى السماء .