رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الأسماء المختلفة للعيد إنَّ عيد القيامة هو الكوكب الساطع في سماء الأعياد المسيحية، الكبير منها والصغير، له مقام سامٍ وبهجة خاصة، لا نجدها في سواه من الأعياد. يقول القديس غريغوريوس النزينزيّ: " إنَّ أحد القيامة يفوق باحتفاله وبهجته ليس فقط كل الأفراح الأرضية والمواسم البشرية، بل يغلب أيضاً على بقية الأعياد التى غايتها ذِِكر حياة المسيح وأعماله، كما تغلب الشمس بنورها ضوء بقية الكواكب ". ولهذا تغنَّى به الآباء في كل مكان، وقد أطلقوا عليه بشتَّى اللغات أسمى الأسماء، فقد دُعِيَ: أحد القيامة، أحد الأفراح، عيد الأعياد، ملك الأعياد، إكليل الأعياد، ملك الأيام، العيد الكبير، العيد العظيم الفريد، يوم الرب العظيم، يوم الخلاص المشتهى، اليوم الذى صنعه الرب، كما وصفه داود النبيّ (مز24:118)، إلاَّ أنَّ هذه الأسماء وغيرها من الأسماء الأُخرى السامية، تُعد أوصافاً أو ألقاباً لهذا العيد العظيم، أمَّا الاسم الرسميُّ والمتعارف عليه فيتلخص في كلمتين هما: القيامة – الفصح عيد القيامة وهى التسمية الأكثر شيوعاً، والتي يفخر بها المسيحيون في كل مكان، فقيامة المسيح هى التاج الكريم، الذي توّج عمله الكفاريَّ، والينبوع المبارك الذى أفاض علينا بأسمى النعم والبركات الروحية، والكتاب المفتوح الذى يُتلَى في صفحاته الذهبية، أعظم رسائل المجد العتيد للحياة الأبدية. لقد قام المسيح وأقام معه المهزومين، نزل إلى القبر وحده، ولكنه لمَّا قام صعد بكثيرين، فوثب الرجاء بقوة، وثبت الإيمان في قلوب المؤمنين، وهتفت الأرض، ورنَّمت السماء، لقد تعانقا في شخص المسيح، منشدين أناشيد الغلبة والخلاص. وهكذا صار يوم قيامة المسيح أعظم الأعياد، لأنَّ فيه قد قام الراعى الصالح لكي يجمع خِرافه التي هربتْ خوفاً من الذئاب، قد دحرج بقيامته كل حجارة الشر، فعبر بنا من الموت إلى الحياة، وأصعدنا من الأرض إلى السماء، وبشَّرنا بتمام الفداء، وكمال الأسرار، وشرح لنا سر الحياة الجديدة في قلب المؤمن دون انقطاع، وهذا هو سر فرحنا في يوم قيامته المجيد. عيد الفصح أو أحد الفصح، فصح القيامة، الفصح المُقدَّس.. الذي نعرفه جميعاً، ونعرف أنَّ له جذوراً راسخة في العهد القديم، حيث كان يحمل نفس الاسم، وكان الاحتفال به سنوياً واجباً دينياً، والطقوس المرافقة لأكل خروف الفصح مُلزَمة، والرابع عشر من شهر نيسان العبريّ هو يوم الاحتفال الثابت به.. وقد احتفل مخلصنا مع تلاميذه بالفصح المقدّس قبل آلامه (مت2:26)، ولكنَّه في العشاء الأخير قد أنهى الرمز، لأنََّه هو: " حَمَلُ اللَّهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ " (يو29:1). أمَّا كلمة فصح فهى عبرية ومعناها: " العبـور" ، أُطلقتْ في العهد القديم على عيد الفصح اليهوديّ، تخليداً لعبور الملاك المهلك عن بيوت بنى إسرائيل عندما كانوا في مصر " وَيَكُونُ لَكُمُ الدَّمُ عَلاَمَةً عَلَى الْبُيُوتِ الَّتِي أَنْتُمْ فِيهَا فَأَرَى الدَّمَ وَأَعْبُرُ عَنْكُمْ فَلاَ يَكُونُ عَلَيْكُمْ ضَرْبَةٌ لِلْهَلاَكِ " (خر13:12)، فنجا بذلك أبكارهم من سيف الملاك المهلك، الذى لم يضرب سوى أبكار المصريين وحدهم! ولقد كان ذلك العبـور القديم، رمزاً إلى الحقيقة العُظمى ألا وهى: العبور بجميع بني آدم من عبودية الجحيم، إلى حرية مجد أولاد الله في المسيح يسـوع، إذ عبر هو له المجد بالنيابة عنا بموته بديلاً عنا وفادياً لنا، فصار عبوره عبور لنا، وقد عبرنا نحن فيه، ولمَّا كانت قيامة المسيح بسلطان لاهوته، هى برهان نجاح عملية العبور، لذلك كان عيد القيامة هو عيد الفصح الجديد، إذ هو عيد العبور إلى الفردوس المفقود والمنشود، الذي فَتَحه السيد المسيح بقيامته المجيدة * ولا يُخفى أنَّ كلمة الفصح في اللغة السريانية تعنى : " السرور" ، وقد كان عيد الفصح ولايزال هو عيد الفرح والبهجة والمسرة * ومن يتأمل في معنى كلمة " الجليـل "، وهو المكان الذى التقى فيه السيد المسيح بعد قيامته بالتلاميذ " اذْهَبْنَ وَقُلْنَ لِتَلاَمِيذِهِ وَلِبُطْرُسَ إِنَّهُ يَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ هُنَاكَ تَرَوْنَهُ كَمَا قَالَ لَكُمْ " (مر7:16)، يرى أنَّها تأتي بمعنى: " العبور" * فإن كان المسيح قد قام من بين الأموات، فذلك لكي يعبر بنا من الموت إلى الحياة، ومن الألم إلى مجد القيامة، ومن إنساننا القديم إلى الحياة الجديدة التي قد صارتْ لنا فيه. ويرى القديس أُغسطينوس أنَّ الجليل تعني: عبور التلاميذ إلى الأمم للكرازة بينهم، بعد أن فتح المسيح لهم الطريق بقوله: " أسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ " (مت32:26) . عيدEaster بالإضافة إلى ما سبق من أسماء نجد أنَّ كلمة " إستار Easter " الإنجليزية، هى التسمية الشائعة لعيد القيامة في الغرب.. ويُقال: إنَّها مأخوذة من " عشتاروت " وهى إلهة الخصوبة عند الكنعانيين، وتُسمَّى أيضاً عشتاروت إلهة الصيدونيين (1مل11: 5). ويُسمّيها العرب " الزُهرة "، واليونانيون " أفروديت " والرومانيون " فينوس "، والبابليون " إشتار"، وكانوا يعتبرونها ابنة " سين " إله القمر، ثم اعتبروها محظية " آنو" إله السماء، وإن كان البابليون اعتبروها إلهة الحُب أو الخصوبة، إلاَّ أنَّ الأشوريين كانوا يعتبرونها إلهة الحرب! وقد عبدها الفلسطينيون باعتبارها إلهة الحرب، ووضعوا سلاح شاول الملك في " بيت عشتاروت " الذي كان على الأرجح في " بيت شان " (1صم31:10). وقبل أن يجتمع شمل بني إسرائيل في المملكة الموحدة، قد وقع كثيرون منهم في عبادة عشتاروت (قض2:13) حتى سليمان عبد عشتاروت مع غيرها من آلهة الوثنيين (1مل5:11)، ولذلك قسّم الرب المملكة في عهد ابنه رحبعام، وأعطى الجزء الأكبر منها ليربعام بن ناباط (1مل11: 33) . وقد وُجد لعشتاروت بعض التماثيل العارية، المصنوعة من الخزف، التي اكتُشفت في كثير من الجهات في سورية وفلسطين، وهي ترجع إلى عَصْرَي البرونز والحديد، ومن بين تلك الاكتشافات وجدت بعض التماثيل تُصَوّر عشتاروت وهى ملتحية..* هذا وقد جاء في قاموس أُكسفورد : من المحتمل أن تكون كلمة إستار Easter ، قد جاءت من كلمة Eastre إلهة الربيع * كما ذكر الأستاذ محمد فياض، فيما يخص عيد القيامة مايلي: أمَّا الأقباط فيُسمّونه عيد القيامة، إشارة إلى قيامة المسيح من بين الأموات، ويُطِلق عليه الإنجليز اسم Easter Sundy ، ولا يصح ترجمته بالأحد الغربيّ، لأنَّ كلمة إستار Easter، هى تحريف لكلمة Ostara أو Eostar، وهى ربَّة الربيع عند الأنجلوسكسونيين * وقد يستغرب القاريء لانتحال هذا الاسم لأشرف عيد في المسيحية من مصدر وثنيّ!! إلاَّ أنَّ عجبه يزول متى عرف أنَّ لذلك أسباباً تاريخية هامة: فما هى هذه الأسباب؟! كان عيد Easter يأتى في الربيع، وكان إشعال النار على قِمم الجبال وفى الساحات العامة من أهم مظاهر الاحتفال بالعيد، وفى أحيان كثيرة كانوا يرمون في النار حيوان أو تمثال ليحترق.. أمَّا الرونق الخاص في عيد Easter الوثنيّ فقد كان للبيض، لأنَّهم رأوا فيه رمزاً لتجديد الحياة في فصل الربيع، لذلك أكثروا من استعماله أكلاً وإهداءً للأقارب والأصدقاء والمعارف.. وفى نفس الوقت كان بمثابة تقدمة لربَّة العيد عشتاروت. وكانوا أثناء العيد يتفننون في زخرفة البيض بالألوان الزاهية الخضراء، إشارة إلى ما ينبت في الربيع من الخضرة الزاهية وأنواع الزهور والرياحين.. أو باللون الذهبيّ رمزاً للشمس المنتصرة، أو بالأحمر القانيّ دلالة على تجديد جريان الدم في العروق. وكان للأرنب مكانة خاصة لديهم، إذ يرون فيه رمزاً للخصب والنمو لكثرة ما يلد، وكان أيضاً مخصصاً لإلهة الربيع، كما هو شأن البقرة في الهند، وكما كان العجل أبيس في مصر مكرساً لأوزوريس. فلمَّا انتشرت الكرازة، وتبعها تلقائياً إيمان الوثنيين بالديانة المسيحية، حوّلت الكنيسة موضوع عيد Easter إلى أسمى معنى ألا وهو: قيامة السيد المسيح الذى هو إله الطبيعة ورب الربيع... فقد جاء في قاموس أُكسفورد: ومثل عيد الميلاد عيد الفصح أيضاً تحوّل من عيد وثنيّ إلى عيد مسيحيّ * وبهذا المنهج العميق في فهم سيكولوجية الشعوب، نجح المسيحيون في استبدال عيد الربيع بعيد قيامة المسيح، وقد ساعد على ذلك أنَّ المسيحية قد ازدهرتْ في عهد قسطنطين الملك، الذي اعتنق المسيحية وجعلها هى الديانة الرسمية للدولة الرومانية، وقد كان ذلك في القرن الرابع الميلاديّ. بعد أن أُطلق عيد Easter على معنى قيامة المسيح، تبعه بصورة تلقائية وبدون عناء كبير، تحوّل الرموز المرافقة للعيد إلى رموز خاصة بقيامة المسيح، وكان في مقدمة ذلك رمز البيض لِِِما فيه من معنى البعث من الموت وهكذا النار صارت ترمز إلى المخلص شمس البر ونور العالم.. واتّخذ هذا التحوّل صبغة دينية رسمية. عن كتاب: عيد القيامة- للراهب كاراس المحرقى |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
اول يوم للعيد في البيت |
الأسماء المختلفة لأحد الشعانين |
ما هي الأسماء المختلفة للخيول؟ |
جديد مانيكييير للعيد |
شميشة للعيد |