رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الشهادة والشجاعة خلال سعة القلب التي يتمتع بها المرتل بالنعمة الإلهية يمارس الوصايا ببهجة قلب، بل ولا يجد حديثًا ممتعًا حتى في حضرة العظماء مثل الشهادة لوصية الرب وعمله الخلاصي، وذلك لنفعه ونفعهم. بعدما تحدث عن اتساع القلب بالحب حتى في وقت الضيق يعلن المرتل عن شجاعته في الشهادة للوصية أمام الملوك دون خزي؛ فإن الشجاعة دون الحب تصير تهورًا، كما أن الحب يدفع نحو الشهادة للحق بلا خوف. والمثل الحي لهذا هم الثلاثة فتية في أرض السبي الذين وُجه إليهم الاتهام: "لم يجعلوا لك أيها الملك اعتبارًا، آلهتك لا يعبدون، ولتمثال الذهب الذي نصبت لا يسجدون" دا12:3؛ أما هم ففي شجاعة قالوا للملك: "هوذا يوجد إلهنا الذي نعبده يستطيع أن ينجينا من أتون النار المتقدة وأن ينقذنا من يدك أيها الملك، وإلاَّ فليكن معلومًا لك أيها الملك أننا لا نعبد آلهتك ولا نسجد لتمثال الذهب الذي نصبته" دا13:8، 19. وكما قال بطرس ويوحنا الرسولأن: "لأننا نحن لا يمكننا أن لا نتكلم بما رأينا وسمعنا" أع20:4. "وتكلمت بشهاداتك قدام الملوك ولم أخز" [46]. في خطاب للقديس إمبروسيوس يوجهه إلي الإمبراطور ثيؤدوسيوس لكي يصغي إليه، قائلًا أنه لا يستطيع أن يصمت وإلا كان هذا فيه خطر على كليهما. فيه أشار أن ثيؤدوسيوس وإن كان خائف الله لكن يلزمه ألا ينحرف... * ليس من جانب الإمبراطور أن يرفض حرية الكلمة، ولا للكاهن ألا ينطق بما يفكر فيه. فإنه ليس شيء فيكم أيها الأباطرة معروف عنكم مثل تقديركم للحرية، حتى بالنسبة للخاضعين لكم في طاعة عسكرية. فإن هذا هو الفارق بين الرؤساء الصالحين والطالحين، أن الصالحين يحبون الحرية، والطالحين يطلبون العبودية. وليس شيء في الكاهن خطير مثل عدم إعلأنه بحرية عما يفكر فيه من جهة الله وذلك من أجل الناس. فقد كُتب: "أتكلم بشهاداتك أمام الملوك ولا أخجل" [46]. وفي موضع آخر: "يا ابن الإنسان جعلتك رقيبًا لبيت إسرائيل"، لكي "إن رجع البار عن بره وعمل إثمًا... لأنك لم تنذره"، أي لم تخبره لتحفظه في تذكار بره، فإنه يموت "أما دمه فمن يدك أطلب. وإن أنذرت أنت البار وهو لم يخطئ فإنه حياة يحيا لأنه أُنذر، وأنت تكون قد نجيت نفسك" حز17:3،20، 21.1 القديس أمبروسيوس * بعد ذلك وجهت حديثًا واضحًا للإمبراطور ثيؤدوسيوس الكلي الرأفة، ولم أتردد في الحديث معه مواجهة... إنه لم يتضايق لأنه عرف أنني لم أفعل ذلك لمصلحتى الخاصة إنما لم أخجل عن أن أتكلم في حضرة الملك ما هو لنفعه ولنفع نفسي . القديس أمبروسيوس * هكذا تكون جسارة من يحمل الصليب. لنتمثل بهذا؛ فإنه وإن كان ليس الوقت زمن حرب، لكنه زمن الشجاعة في الحديث، إذ يقول أحدهم: "تكلمت بشهاداتك قدام الملوك، ولم أخزَ". إن صرنا وسط وثنيين فلنغلق أفواههم بلا غضب ولا عنف3. القديس يوحنا الذهبي الفم * الجهاد من أجل الحق حتى الموت، دون الخجل من الحديث عنه حتى أمام الملوك. القديس أغسطينوس * علامة محبة الله هي... أن تتكلم بشهاداته قدام الملوك جهرًا وبشجاعة، كما تكلم الرسل والشهداء... لا نخزَ إن كانت أعمالنا وأقوالنا لائقة بملك الملوك المتكلم فينا، وأن نهذ بوصاياه بالمحبة والثقة، لا بضجر أو تهاون. أنثيموس أسقف أورشليم * من لا يستمد الكلمة لإعلأن البشارة المفرحة بقوة عظيمة يتكلم بخزي، أما من يقول: "تكلمت بشهاداتك قدام الملوك ولم أخز" ينطق بما يستحق المجد لا الخزي. العلامة أوريجينوس * يمكننا تطبيق هذا النص بحق على من يُساق أمام ولاة وملوك كشاهد لاسم المسيح (مت18:10). كما يمكننا تطبيقه على من يفتح فمه أمام القديسين (الذين هم بالحقيقة ملوك في أرواحهم)، متحدثًا بشهادات الله... إذ رفض الالتصاق بالتراب وأراد أن يعيش حسب كلمة الرب، أي حسب الكتاب المقدس الإلهي الموحى به، يطلب العون الإلهي لكي يحيا. من يهتدي ينطق بكلمات الرب، فتظهر أعماله وسيرته الصالحة. العلامة أوريجينوس * لقد بلغت آخر درجات الضيق، إذ صرت مطرودًا بواسطة الطغاة، لذلك أطلب أن أخلص حسب وعد الله لنا: "ولا تحيط بكم السيول" 2مل5:22؛ مز5:17. القديس أثناسيوس الرسولي |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 119 | الشهادة والحب |
مزمور 119 | الشهادة وحفظ الوصية |
مزمور 119 | الشهادة والثبات في الحق |
مزمور 119 | الشهادة والمعيرون |
مزمور 119 | الشهادة لكلمة الله |