دانيآل فضّل أن يموت على أن يكون غير أمين لإلهه، وامتاز بالأمانة الصحيحة في حياته الخاصة والعلنية بالرغم من أنه كان يعيش غريبًا، في مدينة وثنية مشهورة بشرورها الكثيرة، وفي أيام أقل ما توصف به أنها “أيام شريرة”، ولكنه استطاع أن يقاوم ويثبت وينتصر في “اليوم الشرير”. لقد كان مُمنطَقًا بالحق «فَجَعَلَ فِي قَلْبِهِ أَنَّهُ لاَ يَتَنَجَّسُ بِأَطَايِبِ الْمَلِكِ وَلاَ بِخَمْرِ مَشْرُوبِهِ» (دانيآل1: 8)، وربط عواطفه بكلمة الله التي تُنهي عن تناول مثل هذه الأطعمة حتى ولو كانت أطايب. لقد كان ولاء دانيآل الأول لله ولكلمته، ولما تعارض قانون الملك مع وصية الله، تصرف دانيآل باعتبار أنه «ينبغي أن يُطاع الله أكثر من الناس» (أعمال5: 29)، فأطاع دانيآل الله رغم معرفته بالخطر الذي سيتعرض له بسبب طاعته لله (دانيآل6). وعندما عرض عليه بيلشاصر الملك أن يلبس الأرجوان وقلادة من الذهب في عنقه ويتسلّط ثالثًا في المملكة، اسمعه يرفض بكل إباء «لِتَكُنْ عَطَايَاكَ لِنَفْسِكَ وَهَبْ هِبَاتِكَ لِغَيْرِي» (دانيآل5: 17).