لقد رسخ في ذهن يوسف الشاب أن طريق البِرّ المستقيم هو الطريق الصحيح الوحيد الرائع إلى القوة والنجاح، مهما التوت السُبُل، وتعوَّجت الطرق، وانحنت المسالك. وعندما وجد أن الخطية تلاحقه يومًا فيومًا بإلحاحات مغرية، وبهزات عنيفة؛ بالرهبة أو بالرغبة، بالوعيد أو بالوعود، بالاضطهاد أو الإغراء، فإن محاولات زوجة فوطيفار جعلته يصحو ويسهر، إذ وجد نفسه في جبهة قتال وحرب شرسة. لقد عرف يوسف أن كل خطية هي طعنة في قلب الله، فهو لن يخطئ إلى فوطيفار، بل سيخطئ إلى الله أولاً، ولقد رأى الخطية، كما هي في عيني الله، أنها شر عظيم، فقال: «كَيْفَ أصْنَعُ هَذَا الشَّرَّ الْعَظِيمَ وَأخْطِئُ إلَى اللهِ؟»، وترك ثوبه وهرب إلى خارجٍ (تكوين39: 7-13).