الأنهار تسلك السبيل الذي تلقى فيه أقلَّ مقاومة، فتشقُّ طريقها حول أيّ شيءٍ يعترض جريانها، لأنها تسلك السبيل السهل.
والأمر عينه يمكن أن يُقال عن بعض الناس، فلأنهم يخفقون في مقاومة إبليس، يستسلمون للتجربة وينحرفون عن سُبُل البرِّ التي يريد الرب أن يسلكوا فيها. وعندما ينشط عمل الشر والفساد والشيطان في الأرض، فكثيرون - خوفًا من رعب العدو - ينحنون تحت الضغوط الدنيوية ويُساوِمون على ما يعلمون أنه حقّ، ويستسهلون أن يسيروا في مسالك مُعوجةٍ، في طرق موحشة جانبية «وَعَابِرُو السُّبُلِ سَارُوا فِي مَسَالِكَ مُعْوَجَّةٍ» (قضاة5: 6).
ويا لها من صورة ترسم آثار الضعف الروحي. لقد استطاع المرنم أن يقول «يَهْدِينِي إِلَى سُبُلِ الْبِرِّ مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ» (مزمور23: 3)؛ وفي سُبل البر المستقيمة لا خوف من العدو «مَنْ يَسْلُكُ بِالاِسْتِقَامَةِ يَسْلُكُ بِالأَمَانِ» (أمثال10: 9). أما المسالك المُعوَجَّة فهي إشارة إلى عدم الثبات والذبذبة اللذين يميزان الإيمان الهزيل.