منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 02 - 11 - 2023, 04:30 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,770

اللِّصان يُعيِّرانه




اللِّصان يُعيِّرانه!


وَبِذَلِكَ أَيْضًا كَانَ اللِّصَّانِ اللَّذَانِ صُلِبَا مَعَهُ يُعَيِّرَانِهِ
( متى 27: 44 )




تحت الآلام .. تحت القصاص والعقاب، ومع ذلك كان اللِّصان يُجدفان علي شخص الرب الكريم! ويا للقلب البشري القبيح والبشع! لكن وما هي إلا لحظة، وإذ بعمل إلهي قد بدأ في ضمير أحد اللِّصين، فخاطب زميله بالقول: «أوَ لا أنت تخاف الله؟». لقد بدأت مخافة الله تتسرب إلى ضميره، فأخذ يحس ويشعر داخل كيانه أن عليه حسابًا لا بد مِنْ سداده، ليس فقط مِن جهة الناس، بل مِن جهة الله أيضًا!!

من جهة الناس: ها هو يدفع الثمن، إذ حُكم عليه بالصلب. ومن جهة الله: فإنه لم يَفِ بعد شيئًا. من جهة الناس فإنه يُصادق على حكم العدالة البشرية «بعدلٍ ... ننال استحقاق ما فعلنا». ومن جهة الله فإن الحكم عليه (على اللّص) بالموت صلبًا لا يوفي شيئًا أمام العدالة الإلهية. وتمر فترة وكأنى باللّص يميل برأسه نحو الفادي، وفي أسى ودموع يقول: «وأما هذا فلم يفعل شيئًا ليس في محله».

ويا هذا اللّص! مِنْ فترة كان يُجدّف. فأين ومتى تعلَّم هذا؟! آه. إنه الله ... الله ذاته ... الله وعمله داخل قلب هذا اللّص، والذي كشف له أن المصلوب في الوسط، إنما هو – المصلوب الإلهي – التقدمة والذبيحة والفدية!

لقد كانت كلمات اللّص لحنًا حزينًا لخلجات قلب نادم تائب: «وأما هذا فلم يفعل شيئًا ليس في محله»! أي جلال! أية عظمة! وأية رفعة لهذا الإنسان الذي في الوسط، والذي يحترق تحت لُهب النيران في صمت ولا ينطق بكلمة واحدة! وكأنى باللّص أمام هذا الحريق من العذاب، وأمام هذا الجلال من الصمت، قد بدأ يتدرج في فهم ومعرفة أن موت «هذا» لا يمكن أن يقف حاجزًا يمنعه من أن يعود ليملك بقوة ومجد في ملكوته: «اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك» ... للوقت صار له هذا ”الإنسان“ ربًا! وللوقت يؤمن بقيامة هذا الرب والسَيِّد. نعم، وفي الحال أتت الإجابة: «إنكَ اليوم تكون معي في الفردوس». والسماء فرحت لخلاص نفس هذا اللّص!

الجميع تركوه وهربوا. وقبل ما يحجب الله وجهه عنه ليعبر وحده لُجج تيارات ونيران العدل الإلهي، إذا بخلاص هذا اللّص بمثابة قطرة ماء باردة، ونسمة رطبة لنفس الرب المحترقة، تفبَّلها بشكر من عند الله أبيه.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
معجزة شفاء ِأَلأصَمَّ المَعقود اللِّسان لها طابعٌ خاص
فجاءوه بِأَصَمَّ مَعقودِ اللِّسان
الأصَمّ المعقود اللِّسان
قوة الكلام وتهذيب اللِّسان
شفى يسوع رجُلاً أصمَّ معقودَ اللِّسان


الساعة الآن 12:41 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024