رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"فالآن هأنذا أحلّك اليوم من القيود التي على يدك. فإن حسن في عينيك أن تأتي معي إلى بابل فتعال، فأجعل عيني عليك. وإن قبح في عينيك أن تأتي معي إلى بابل فامتنع. انظر. كل الأرض هي أمامك، فحيثما حسن وكان مستقيمًا في عينيك أن تنطلق فانطلق إلى هناك. وإذ كان لم يرجع بعد قال: ارجع إلى جدليا بن أخيقام بن شافان الذي أقامه ملك بابل على مدن يهوذا، وأقم عنده في وسط الشعب، وانطلق إلى حيث كان مستقيمًا في عينيك أن تنطلق. وأعطاه رئيس الشرط زادًا وهدية وأطلقه. فجاء إرميا إلى جدليا بن أخيقام إلى المصفاة، وأقام عنده في وسط الشعب الباقين في الأرض" [4-6]. كان هناك أمر من الملك إلى رئيس الشرط أن يكرم إرميا النبي، لكن الجند المسئولين عن القاء القبض على اليهود وترحيلهم إلى الرامة تحت كثرة الأعباء اتوا بإرميا وسط الأسرى، مقيدًا بالسلاسل خطأ. وإذ تعرف عليه نبوزاردان رئيس الشرط اطلقه في الحال وأعطاه حرية الحركة. يرى البعض أن رئيس الشرط جاء بعد شهر من احتلال أورشليم ليكمل تدميرها، في ذلك الوقت اطلق إرميا حرًا. سمع نبوزردان رئيس الشرط عن إرميا وكيف كان يشير على الملك صدقيا أن يخضع لبابل فظنه من رجاله. بعد أن حلّه من القيود أعطاه حق الخيار أن يذهب إلى بابل أو يبقى في يهوذا، فاختار أن يرجع إلى جدليا الذي ينتمي إلى عائلة شافان المتعاطفة مع النبي، ويقيم عنده وسط الشعب. رفض أن يُكرم في بابل ليعيش مع الشعب المسكين في يهوذا يشاركهم أتعابهم وآلامهم، يسكن مع أولئك الذين حسبهم البابليون ليسوا أهلًا لنقلهم حتى كأسرى إلى بابل. هكذا تشبّه بموسى النبي الذي قيل عنه: "بالإيمان موسى لما كبر أبَى أن يُدعى ابن ابنة فرعون، مفضلًا بالأحرى أن يُذل مع شعب الله عن أن يكون له تمتع وقتي بالخطية، حاسبًا عار المسيح غنى أعظم من خزائن مصر، لأنه كان ينظر إلى المجازاة" (عب 11: 24-25). هكذا اشترك أنبياء العهد القديم في عار المسيح الباذل حياته بفرح عن شعبه. |
|