9*و10*9لَعَلَّ اللَّهَ يَعُودُ وَيَنْدَمُ وَيَرْجِعُ عَنْ حُمُوِّ غَضَبِهِ فَلاَ نَهْلِكَ».10فَلَمَّا رَأَى اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ أَنَّهُمْ رَجَعُوا عَنْ طَرِيقِهِمِ الرَّدِيئَةِ نَدِمَ اللَّهُ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي تَكَلَّمَ أَنْ يَصْنَعَهُ بِهِمْ فَلَمْ يَصْنَعْهُ كما قلت يونان لم يكلم أهل نينوى عن أى رجاء أن ربنا ممكن يغير الحكم اللى حكم بيه , لكت حلاوة أهل نينوى أنهم قدروا يوصلوا لهذا الرجاء بتوبتهم وبجهادهم بينما الشعب (شعب إسرائيل) اللى كان عنده رجاء وكان عنده مواعيد لم يستطيع أن يصل للى وصلولوه أهل نينوى , وشعب نينوى هو اللى حدد الكلمة و قال لعل الله يعود ويندم , مع أن الشغلانة دى كبيرة جدا بالنسبة لربنا , طيب هو ربنا إنسان علشان يندم؟ وهو ربنا بيتغير ؟ لكن العجيبة أن ربنا أعطاعم حسب إيمانهم فبيقول كده فلما رأى الله أعمالهم أنهم رجعوا عن طريقهم الردية ندم الله ,وكلمة يندم فى الأصل العبرى nâcham أو ناخام وتعنى to sigh أو يتنفس الصعداء وتعنى to pityأويشفق ويرحم وتعنى rueأو أسف والمهم أن هذه هى كانت إشتياقهم وهذه هى طلبتهم , ومش هو ده عقلهم المحدود المفهوم واللى يقدر يفهمه , فربنا قال طيب أنا سأعطيه لهم لأن ربنا لا يندم لكن هذه هى اللغة اللى أحنا بنتكلم بيها , وربنا لا يتغير لكن أحنا اللى بنتغير وأحنا اللى بنغير موقفنا وإتجاهنا أمام الله وبننقل نفسينا من الشمال إلى اليمين ومن العصيان إلى الطاعة , وبالتالى موقف الله تجاهنا بيتغير , ربنا لا يتغير لكن أحنا اللى بنتغير فأجرة الخطية موت ولكن بتوبتنا بنكتسب حياة لأن ربنا لا يتغير ,لكن بتوبتنا موقف الله بيتغير لأنه بيرى صورة أبنه الحبيب اللى دفع ثمن الخطية عنا ودمه اللى غطانا وبيغطينا كلنا إلى المنتهى وبتوبتنا الحقيقية فالله بيشفق علينا ويضمنا إلى ملكوته طول ما أحنا متحدين بإبنه ولا ننفصل عنه , والعجيب أن هؤلاء الناس اللى محدش رضى يعطيهم رجاء أو محدش رضى يعطيهم أمل بل هم أستطاعوا أن يوصلوا للأمل بنفسيهم وهو ده الإستعداد اللى عندهم للتغيير , وبيقول ولما رأى الله أعمالهم , يعنى ربنا ماشافش المسوح اللى لابسينها أو شاف الصوم اللى صايمينه أو الصراخ اللى بيصرخوه , لأ ربنا شاف التغيير اللى موجود فى حياتهم وأنهم رجعوا عن طرقهم الرديئة ورجعوا عن الظلم , وبعدين بيقول فلم يصنع بهم هذا الشر , ولذلك أكرر التوبة يجب أن تكون فعل رجوع ورجوع مستمر لأنهم صرخوا لربنا بشدة والسؤال اللى لازم الواحد يسأله لنفسه كم مرة بكيت فيها فى حياتك؟ الإجابة كثيرا جدا ويتبع ذلك السؤال ده طيب بكينا على أيه؟ ستجد أننا بكينا إما على حاجة كانت معانا وفقدناها كشخص بيموت أو حاجة أتسرقت منا وإما حاجة كنا عايزينها وماطولناهاش أو بنتماها ومقدرناش نأخذها كمنصب معين أو زوج أو زوجة معينة , هو ده اللى أحنا بنبكى عليه, لكن كم واحد منا بكى على الخطية اللى جرح بيها ربنا ومين اللى أنزل دموع من أجل الغلط اللى بيغلطه فى حق ربنا ؟ الحقيقة لم نصرخ إلى الله بشدة ولم نصرخ إلى الله بتوبة , وعلشان كده هذا الإصحاح بيورينا أن ربنا بيبحث عن كل إنسان , لما بحث عن أهل السفينة وأرجعهم وبحث عن يونان وتوبه وبحث عن أهل نينوى وتوبهم , وإذا كان الإنسان مش عايز ييجى لحد ربنا , وربنا بيقول أنا حأروح لحد الإنسان وإذا كنتوا مش عايزين تأتوا إليا , أنا حآجيلكم , وربنا لما يأتى إلينا , لا يجد أن هذا ضد كرامته , ولكن هذا هو حبه اللى بيجعله يسعى ناحيتنا إذا كنا أحنا مطنشينه ومش عايزين نروح له , والحقيقة ربنا علشان يجيبنا إليه قد يلجأ إلى أساليب متنوعة , وقد يلجأ أنه1- يخيف 2-ويهدد 3-ويعاقب 4-ويقنع 5-ويتفاهم 6-ويلاطف , يعنى أهل نينوى ربنا كان عارف أنهم كويسين فايدوبك أستخدم معاهم أسلوب تهديد , وأهل السفينة كانوا ناس جامدين شوية فربنا عمل معاهم ضربة خفيفة فقط الريح تهيج شوية زيادة , ويونان هو عارفه واعر قوى بلغة الصعايدة طيب ندخلك لحد جوف الحوت ونعطيك علقة تمام , ولكن الجميل أن الله حتى فى عقابه فحكمه دائما قابل للنقد , بالبلدى ربنا مش بيضيق عقله ويقول هى دى كلمة واحدة أنا قلتها تنقلب المدينة يعنى تنقلب لأ ده ربنا عند إستعداد أنه ينقد أحكامه وإنه يغير كلامه وربنا عنده إستعداد إنه يتفاهم مع الإنسان ( لا يشاء موت الخاطىء مثلما يرجع ويحيا ) , وأحنا كبشر ماعندناش إستعداد نتفاهم حتى مع بعض , لكن الله عنده إستعداد يتكلم مع الإنسان ويتحاجج معاه لحد ما يقنعه ولحد ما يلاطفه , وسنرى يونان فى الإصحاح الرابع بيقول لربنا مش الكلام ده أنا قلته من قبل كده , فأيه داعى إن أنا أروح وأنت حاتغفر لهم وأنا كنت عارف كدة , وأيه اللى جعلك تتعبنى وتبهدلنى البهدلة دى كلها , ويونان نجده ما زال متشبث برأيه , ما هو أنا قايل لك كده يارب من الأول , بينما ربنا يرجع فى كلامه ولا يمحو المدينة , وعلشان كده بيقولوا أن الإنسان اللى عنده الإحساس بالنقص هو الإنسان اللى دايما بيتمسك برأيه وبكلامه ولا يعطى لنفسه فرصة للتفكيروالرجوع عن تشبثه وإزاى يطلع أنه غلطان , لأنه عنده إحساس بالنقص , لكن ربنا لا يوجد عنده إحساس بالنقص وبالكرامة , ولذلك ربنا سهل جدا مش يغير أحكامه لأن إحنا قولنا إننا أحنا اللى بنتغير , ولكن ربنا بيتنازل قدام الإنسان ويقول له لكن المهم أنك ترجع والمهم أنك تتغير , وبنشوف الملك بيخلع ردائه , والملك هو رمز للإرادة اللى بتبقى فى حياة الإنسان , والملك هو الذى يملك الإرادة الإنسانية , لما تبقى إرادتى تقوم وتتضع وتنحنى قدام ربنا , وكلمة العظماء هى إشارة إلى المواهب والقدرات والإمكانيات , فالعظماء يبتدوا يعملوا لحساب ملكوت الله , وكلمة البهائم تشير إلى الجسد ,وكثير من القديسين يطلقون على الجسد البهيمة , وكل ده فى الإنسان يتوب ويتغير وكل ده يعمل لحساب الملكوت ولحساب العودة إلى الله , فكانت إستجابة الشعب سريعة وكانت إستجابة مثمرة من خلال إيمان وتوبة وإنسحاق لأن كان عندهم إستعداد قلبى , وعلشان كده اللى جذب ربنا ليهم ليس صومهم ولكن القلب التائب لأن الحاجة العجيبة أن اليهود صاموا لكن ربنا لم ينظر لصيامهم وده بنلاقيه فى أشعياء 58: 3 3يَقُولُونَ: «لِمَاذَا صُمْنَا وَلَمْ تَنْظُرْ ذَلَّلْنَا أَنْفُسَنَا وَلَمْ تُلاَحِظْ؟» هَا إِنَّكُمْ فِي يَوْمِ صَوْمِكُمْ تُوجِدُونَ مَسَرَّةً وَبِكُلِّ أَشْغَالِكُمْ تُسَخِّرُونَ. علشان كده مش موضوع الصيام اللى ربنا بينظر إليه أن أنا صايم أو مش صايم , واللى ربنا بينظر إليه أنا صايم وقلبى تايب والا لأ , فالصوم ليس تعذيب للجسد بل إصلاح للحياة وصراخ بشدة إلى الله , فنرى أمام هذا التغير الهائل أن الله بيغير الحكم اللى حكم بيه على نينوى , وربنا بيغير وضعه فأصدر حكمه , وربنا كما قلت لم يتغير لأن حكمه بالهلاك كان على نينوى الخاطئة ولكن ليس على نينوى التائبة , وحكمه بالحياة كان لنينوى التائبة وليست نينوى الخاطئة , وفى واقع الأمر الكلمة اللى قالها يونان بعد أربعين يوم تنقلب المدينة , نجد أن فعلا المدينة أنقلبت لكن أنقلبت بطريقة مقدسة وبطريقة أخرى , وهنا التهديد بالخطر جاب نتيجة مع هذا الشعب وسبب لهذا الشعب خلاص من الخطر , وربنا لايقصد إهلاك نينوى ولكن يقصد إهلاك الشر الموجود فى نينوى وعلشان كده أعلن الحكم لكى ما يبطله , والحاجة الغريبة إذا كان فرح السماء بخاطى واحد يتوب , فتخيلوا بقى مدينة كلها وربنا بيقول عليهم 12 ألف ربوة أو 120 ألف نفس , فقد أيه بيمون فرح ربنا بهؤلاء ال 120 ألف نفس , وأيضا فرح الملايكة بيهم , يعنى الكل كان فرحان بتوبة نينوى إلا واحد وهو يونان , بالرغم من أن شغلة يونان كنبى هو خلاص الناس وتتويب الناس
|