تبتدى القصة من خلال الدعوة اللى ربنا دعاها ليونان , وكلمة يونان معناها حمامة , وكأن الحمامة تتفق مع طبيعة الدعوة التى تلقاها وهى الإرسالية من خلال قول ربنا ليونان قم وأذهب للمدينة العظيمة نينوى ونادى عليها , فإذا كانت الحمامة بتستخدم فى الإرسال وتحمل الرسائل , فكان يونان هو حامل رسالة الله لتلك المدينة , وكان يونان فى الوقت بعد إيليا واليشع على طول , وإحنا نعلم إن إيليا النبى كان نبى لمملكة إسرائيل أو المملكة الشمالية , وبعد إيليا جاء إليشع وهو أيضا كان نبى للمملكة الشمالية أو مملكة إسرائيل , ومن بعدهم أتى يونان , وكان يونان أيضا من بلد أسمها جت حافر بيحكى عنها سفر الملوك , وهى بلد بجوار الناصرة على طول , يعنى هو من الجليل , وكان يونان النبى من أواخر الأنبياء اللى تنبأوا للملكة الشمالية مملكة إسرائيل , وبعد يونان على طول حدث شىء صعب جدا أن مملكة إسرائيل إنهزمت من مملكة ظهرت فى هذا الوقت وهى مملكة آشور التى بدأت تتملك العالم فى هذا لوقت , وكانت عاصمتها نينوى اللى هو محور قصتنا الآن , الحضارة الآشورية من التاريخ بنعرف كان من ضمنهم ملك عظيم جدا أسمه آشور بنيبال , وهو وصل لحد مصر , ونينوى حاليا هى بلد الموصل فى العراق , المهم أن مملكة آشور بدأت تنتشر وتسدد ضربات متوالية للأمم اللى حواليها وكان فى طريقها للدخول إلى مملكة إسرائيل , لكن كان بيفصل ما بين آشور وإسرائيل بلد ثالثة أسمها آرام اللى هى سوريا , الحقيقة الخلفية التاريخية دى مهمة جدا علشان نفهم ليه يونان رفض أن هو ينفذ كلام ربنا كما سنرى لأن بعض الناس بتظن أن يونان هرب من ربنا لأنه كان عارف أن ربنا رحيم وربنا مش حايهلك المدينة , فيعنى بيقولوا أن يونان خاف أنه يطلع فى كلامه صغير وكلامه ما يتمش قدام الناس فالناس تضحك عليه , يعنى خاف على كرامته وخاف على ذاته , وقد يكون هذا سبب ظاهر لهم , لكن فى واقع الأمر , الأمر ماكانش كده خالص لأن يونان رفض لأن كان قدامه سؤال عجيب كيف يطيع كلام ربنا ؟ طيب وكلام ربنا ده بيقول أيه ؟ بيقول ليه روح ونادى على المدينة العظيمة اللى أسمها نينوى وخليهم يتوبوا , فيونان قال أخليهم يتوبوا ! يبقى معنى أنهم يتوبوا أنك تغفر لهم , ومعنى أنك تغفر لهم أنك حا ترحمهم , ومعنى أنك حاترحمهم أنك مش حاتهلكهم , ومعنى أنك مش حاتهلك نينوى أن أسرائيل هى اللى حاتهلك , يعنى نينوى هى اللى حاتثبت وأسرائيل شعبى وأمتى هى اللى حاتهلك وهى اللى حاتضيع , دى نينوى دى مدينة الأعداء اللى بتهددنا والخطر اللى بيحيط بينا , إزاى يارب تطلب منى أن أنا أنقذ مدينة الأعداء اللى بتهدد شعبى وأمتى , وحاتضيع شعبى وأمتى , الحقيقة يونان كان شايف حاجة عجيبة جدا أن شعبه أسرائيل وهو عمال ينادى ليهم بالتوبة وأنهم يرجعوا لربنا وشعب إسرائيل مش عايز يتوب , وعلشان كده هلاكه قريب , بينما هو خايف يروح يقول لنينوى , فنينوى تتوب ,فتنال نجاة , ويهلك شعبه , وتنجو مدينة الأعداء , الحقيقة هو ماكانش مستحمل أن شعبه يهلك نتيجة عدم توبته بينما مدينة أخرى وهى مدينة الأعداء تستطيع أن تنال نجاة ويهلك شعبه ويضيع , علشان كده كان قلب يونان مفعم بالمشاعر تجاه أمته وشعبه , وقلبه بيقول له لأ ما تروحش , وده لو الناس دى تابت وصارت ليهم نجاه فشعبك هو اللى حايهلك , يونان كان بيحب شعبه جدا جدا جدا , وكانت نجاة نينوى بالنسبة له تعنى ضياع آخر فرصة للتخلص من تلك القوى المعادية التى تهدد شعبه بالخطر , وده كان تفكير قلبه بحبه ومشاعره متجهة ناحية شعبه وأمته , , طيب لما عقله ييجى يفكر , ده ما كانش قادر يتصور موقف أهله لما ييجى يروح يقول ليهم أنا ذهبت لنينوى وبشرتها بربنا ونينوى تابت , يا خبر طيب أهله حايعملوا فيه أيه , أكيد حايزعلوا منه , ويلوموه ,أزاى أنت تعمل كده وإزاى أنت تتسبب فى نجاة الأعداء اللى كل أمنيتهم أن أعدائهم ينتهوا ويتدمروا علشان هم يظل ليهم وجود, وعلشان كده يونان من الآخر ولا كان قلبه مطاوع ولا كان عقله قادر يقبل أنه ينفذ كلمة ربنا , ماقدرش يونان يحتمل الصراع الفكرى بداخله , تعالوا نتتبع الأحداث معا.
|