رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"فأَرسَلَ إِليهِمِ ابنَه آخِرَ الأَمرِ وقال: سيَهابونَ، ابْني". تشير عبارة "فأَرسَلَ إِليهِمِ ابنَه آخِرَ الأَمرِ" إلى إرسال رَبُّ الكَرْم ابنه الذي كان نهاية الوسائط، إذ رأى أنَّ لا جدوى من إرسال خَدَمة آخرين، كذلك الله إذ لم يجد جدوى في إرسال أنبياء آخرين، لانَّ اليهود اضطهدوا الأنبياء الأوَّلين وقتلوهم، فأرسل أخيرًا ابنه الحبيب مع الأمل أن يقبلوه بإكرام كما يقبلون الآب " فإِنَّ اللهَ أَحبَّ العَالَم حتَّى إِنَّه جادَ بِابنِه الوَحيد لِكَي لا يَهلِكَ كُلُّ مَن يُؤمِنُ بِه بل تكونَ له الحياةُ الأَبدِيَّة ” (يوحنا 3: 16). أمَّا عبارة "ابنَه" فتشير إلى ابن رَبُّ البَيْت، صاحب الكَرْم، والابن غير الأجير. أهمية الابن أن لديه كَرامة الأب، وهو صاحب الميراث وان كل السلطة ستؤول إليِّه. وهذا الابن يُمثل هنا يسوع المسيح، الابن الوحيد المحبوب والوارث الذي له كل سلطان، كما جاء في إنجيل مرقس "بَقِيَ عِندَه واحِدٌ وهو ابنُه الحَبيب" (مرقس 12: 6). أرسل الله الابن كواحد بين الخَدَم كي يدعو الذين يؤمنون به إلى شركة في مملكته فيكون مالكًا معهم، كما جاء في إنجيل يوحنا "ظَهَرَت مَحبَّةُ اللهِ بَينَنا بان أَرسَلَ ابنَه الوَحيدَ إلى العَالَم لِنَحْيا بِه" (1 يوحنا4: 9). إنّه يُضحِّي بأغلى تمن ما لديه، كما ورد في الإنجيل "فإِنَّ اللهَ أَحبَّ العَالَم حتَّى إِنَّه جادَ بِابنِه الوَحيد" (يوحنا 3: 16). لا حدَّ لمحبِّة الله للإنسان. أمَّا هؤلاء فقد أرادوا نوال المملكة بمفردهم دونه مُغتصبين لأنفسهم الميراث. أمَّا عبارة "سيَهابونَ، ابْني" فتشير إلى ثقة صاحب الكَرْم بالكَرَّامينَ والوسيط الجديد التي يقدّمه للكَرَّامينَ وعدم فقدان الأمل بحيث يهاب الكرَّامون أن يعاملوا الابن، كما عاملوا الخَدَم فيسمعون له ويُطيعونه كما يليق بشرفه ومقامه. فالمسيح اثبت في كل ذلك أفضليته على كل الأنبياء في كل عصر. والله يعلم منذ الأزل كيف يعامل النَّاس ابنه وبالرَّغم ذلك أرسله فكان عليهم أن يستقبلوا ابنه بكل احترام الذي كان واجباً أن يقدموه له. فإنه كان واجباً على لدى سماعهم تعليمه ومشاهدتهم عجائبه أن يؤمنوا به ويحترموه. لكنهم لم يظهروا أي شيء من هذا القبيل، بل قتلوه لذلك لم يبقى لهم عذر. وهنا يظهر البعد المسيحاني للمَثَل. |
|