رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يرى العلامة أوريجينوس أن استخدام المزمور للحروف الأبجدية كلها في بداية المقاطع بالترتيب يشير إلي احتوائه "اللاهوت الأدبي كله"، كما يقول: [على حسب معرفتي لا يوجد أي موضع آخر تناول موضوع "اللاهوت الأدبي" بإسهاب كما تناوله هذا المزمور.] ويرى القديس أثناسيوس الرسولي أن هذا المزمور يكشف لنا عن منهج حياة القديسين في جوانبها الثلاثة: الحرب الروحية، النعمة الإلهية، التمتع بالأمجاد الأبدية، إذ يقول: [يصف المرتل في هذا المزمور منهج حياة القديسين: * المحاربات والآلام والتجارب والهجمات الشيطانية وتسلل آلاف الأفكار والشِباك والفخاخ. * لكنه أيضًا يصف كل ما يسمح بالنصرة والغلبة: الناموس والتعليم والصبر والعون القادم من العلى. * وأخيرًا يصف ما يحل بعد المتاعب من المكافآت والأكاليل.] السمة المميزة لهذا المزمور هي الاقتناع العميق بأن حفظ وصايا الله لا يقوم على الجهد البشرى، إنما يحتاج إلي نعمة الله التي تهب الأرادة المقدسة والقدرة على تنفيذها كما تعطى لأولاد الله عذوبة لا يُنطق بها في التمتع بكلمته، لهذا تحقق هذا المزمور بطريقة عجيبة خلال نعمة الله التي وُهبت لنا في العهد الجديد لكي تنقش الوصية في قلوبنا (إر 31:31 -33). الوصية ليست مجرد إرشادات مسجلة في كتاب أو نسمعها خلال كلمة وعظ، وإنما هي عطية الروح القدس القادر وحده أن يسجلها في أعماقنا، فنختبرها كروحٍ وحياةٍ، ونتلمس فاعليتها في أعماقنا. الوصية في حقيقتها هي خبرة "الحياة المقامة"، لذلك كثيرًا ما يردد المرتل العبارة: "حسب قولك فأحيا"... هذه هبة روح الله الذي يعطينا شركة مع المسيح القائم من الأموات، لنقول: "أقامنا معه" أف 6:2، أي يهبنا الحياة المقامة الجديدة. |
|