رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما هي أجرة دخول البشر ملكوت الله؟ كل عامل يستحق أُجْرة، وهي جزاء له من باب العدالة (أيوب 7: 1-2) فالله عادل، لا يمكنه إلاّ أن يعطي كل من يؤدي المُهمة الموكلة إليه ما يستحقه. فمنذ تاريخ الخلاص، يَعد الله إبراهيم بأُجْرَة (تكوين 15: 1) وهذه الأُجْرة المناسبة للعمل تظهر محدَّدة في السطور الأخيرة من الكتاب المقدس (رؤيا 22: 12). إنَّ الله يُجازي كل واحد حسب أعماله (أمثال 12: 14). وإذا كان الإنسان الذي يتمِّم خدمته، يستطيع أن يعتمد على أُجْرَته، لكن من يرفض العَمَل المفروض عليه، يرى نفسه محرومًا من هذه الأُجْرة. يبقى أن حكم الله هذا يفوق بلا قياس حكم الإنسان. والإنسان أعجز من أن ينفذَ إلى سر الله، الذي هو رحمة وأمانة وعدل وحُبّ. في المجال الديني يبدو انه ينبغي أن يذهب التجرد إلى حد استبعاد فكرة المُكافأة. إنَّ دخول ملكوت الله أي الخلاص هو هبة من الله، ليس أُجْرة قد استحقّها عمل ما (رومة 4: 4)، وإلاَّ لِمَا بقيت النِّعْمَة نعْمَة، كما يوكِّد ذلك بولس الرَّسول " فإِذا كانَ الاِختِيارُ بِالنِّعْمَة، فلَيسَ هو إِذًا بِالأَعمال، وإِلاَّ لم تَبْقَ النِّعْمَة نعْمَة "(رومة 11: 6)، فان أحد يستحق الخلاص بعمله، لما عاد هناك مكان لنعْمَة الله "لأُبَطِلَ الإِيمانُ ونُقِضَ الوَعْد" (رومة 4: 14). إن الملكوت هو عطيَّة الله إلى ما بعدها عطية، إلا َّ أنَّ الحصول عليها يقتضي استيفاء بعض الشروط. وذلك لا يعني أنَّ هناك أجراً يستحق استحقاقاً ويجب تأديته من باب العدالة، وإنَّما الله بمطلق حرّيته يستخدم النَّاس للعمل في كَرْمِه، ويعطي للعملة ما يرى أن يعطي (متى 20: 1-16). ولئن كان كل شيء نعْمَة مجَّانية، فلا بدَّ وأن يتجاوب بنو البشر مع النِّعْمَة. المطلوب ممَّن يريد أن يدخل الملكوت ويرثه هو روح الفقر (متى 5: 3) وموقف الطفولة (متى 18: 1-4) وجهد في سبيل الملكوت وبِرِّه (متى 6: 33) واحتمال للاضطهادات (متى 5: 10) وتضحية بكل ما نملك (متى 13: 44-46) وكمال أعظم من كمال الفِرِّيسيِّين (متى 7: 21) ولا سيَّما فيما يتعلق بشؤون المَحَبَّة الأخوية (متى 25: 34) واليقظة والسَّهر (متى 25: 1-13) ولذلك، فإن كان الجميع مدعوِّين، إلاَّ أنهم ليسوا جميعًا مختارين، فسيطرد من الوليمة المَدعو الذي لا يرتدي حُلَّة العُرْس (متى 22: 11-14)، والخطأة المُتصلّبون في الشَّر " لا يَرِثونَ مَلَكوتَ الله (غلاطية 5: 21). |
|