رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سمات هذا المزمور مدرسة صلاة: يعتبر هذا المزمور مدرسة صلاة نموذجية، تكشف عن حياة الصلاة من خلال الواقع الحيّ الذي عاشه المرتل، القائل: "أما أنا فصلاة" مز4:109. يمكننا من خلال هذا المزمور أن نكتشف كيف مارس المرتل الصلاة. أ. لا يفصل المرتل بين ناموس الرب الروحي أو وصيته أو كلمته وبين عبادته، خاصة الصلاة. فإن كان المزمور في جوهره هو تمجيد للوصية الإلهية إلا أنه قطعة صلاة رائعة. وكأن غاية الوصية هو دخولنا إلي الاتحاد مع الله القريب منا، بل والساكن فينا، نحاوره ويحاورنا، نناجيه ويناجينا، كما أن غاية الصلاة هو التمتع بطوباوية الطاعة الكاملة للوصية، حيث بالصلاة نطلب أن ينعم الله علىنا بمشيئته عاملة فينا. ب. في هذا المزمور نكتشف "وحدة الإنسان"، فلا يعرف المرتل ثنائية في حياته، إنما يشترك الجسد مع النفس، ويتناغم القلب مع الفم واللسان. فمن جهة يحرص المرتل على صلاة القلب الكاملة، إذ يقول: "من كل قلبي طلبتك، فلا تبعدني عن وصاياك" 10. "أخفيت أقوالك في قلبي" 11. "فهمني فأبحث عن ناموسك، واحفظه بكل قلبي..." "أمل قلبي إلي شهاداتك" 34،36. "ترضيت وجهك بكل قلبي" 58. "ليصر قلبي بلا عيب في عدلك، لكي لا أخزى" 80. "صرخت من كل قلبي فاستجب لي" 145. ومن جهة أخرى لا يتجاهل المرتل صلاة الفم واللسان ليشترك الجسد مع القلب: "تفيض شفتاي السبح إذا ما علمتنى حقوقك، ينطق لساني بأقوالك... " 171. هكذا يرى المرتل في كل كيانه قيثارة متنوعة الأوتار تقدم سيمفونية حب عملية خلال حياة الصلاة والطاعة يشترك فيها الجسد مع النفس! ج. مع كل نسمة من نسمات حياته يرفع المرتل قلبه للصلاة، فيتقدس كل زمان عمره بعمل الله فيه، لذا نراه يصلي كل حين [20]، طول النهار [97]، سبع مرات في النهار [164]، وفي الليل [55]، كما في نصف الليل [62]، وفي السحر [148]، وفي الصباح [147]. د. يناجى المرتل الثالوث القدوس، فيتحدث عن الآب [90،73] والابن [176] والروح القدس [131]. |
|