بسبب كثرة شر الإنسان وفساد الأرض وامتلائها ظلمًا؛ حزن الرب أنه عمل الإنسان، وقرَّر أن يمحو كل البشر على الأرض مع الحيوانات والطيور. لكنه - في نعمته - أمر نوحًا أن يبني فلكًا من خشب جفر لخلاص بيته. وأخبره بأبعاده وتفاصيله، ولقد أطاع نوح وفعل كل ما أمر به الله. واستغرق بناء الفلك 120 سنة، ولم يخلص أحد من كل البشر إلا نوح وعائلته فقط. ولم يكن الفلك سفينة بالمعنى المعروف، فلم تكن له جوانب مائلة ولا دفة ولا سارية ولا قلوع، بل كان أشبه ببرج ضخم يطفو فوق سطح الماء ويقاوم صدمات الأمواج، ولم يكن معرَّضًا للانقلاب.