|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
أعجوبة للورديّة المقدّسة القديس ألفونس دي ليغوري، "معلّم الكنيسة الكبير" † - كانت في مدينة “"روميه" امرأةٌ دنِسة السّيرة اسمها "كاترينا الجميلة". فهذه إذ سمِعت يوماً ما القديس "عبد الأحد" مُتكلّماً في وَعظه عَن عِبادة المَسبحة الوردية المُقدّسة، قد اكتتبت هي مُشترِكةً فيما بين أخوات هذه الشركة. وابتدأت بتلاوة الوردية، ولكن مِن دون أن تترك أفعالها الدنسة ! وفي ليلةٍ ما قد جاء إليها شابٌ ما كان يظهر عليه أنّه شريفُ الأصل جداً، فهي اقتبلته بكلّ كرامةٍ، واذ جلَس مَعها على مائدة العَشاء وأخذ يكسر الخبز، شاهدت مِن يديه على المائدة نقطاً كثيرةً مُتساقطةً من الدم. كما أنّها لاحظت أنّ جميع الأشياء التي هو كان يأكل مِنها وُجدت مصبوغةً بالدم !! فحينئذٍ سألته ماذا كان ذاك الدّم، فأجابها الشاب، بأنّ الإنسان المسيحي يلزمه ألّا يأكُلَ شيئاً مِن القُوت إلّا إذا كان مُخضَباً بِدم المسيح، ومُمَلّحاً بِتَذكرة آلامِه تَعالى المُقدّسة ! فلمّا انذهلت مِن هذا الجواب، طَلبت إليه أَن يُعرّفها عَن ذاته، فأجابها قائلاً : "إنّي سأُعرّفكِ مَن أنا فيما بعد." ففي نهاية العشاء شاهدته قد تغيَّر عَن حاله الأولى، وظهر مُكللاً على هامته بأكليلٍ مِن شوكٍ، ولحمه كلّه مُهشم يسيل منه الدماء. وقتئذٍ قال لها: "أتريدين أن تفهمي مَن أنا ؟ أما تعرفيني ؟! أنا هو مخلّصكِ ! إذاً يا "كاترينا" متى تُنهي إهاناتكِ إيّاي ؟! فأنظري وتأمّلي كم أنا احتملتُ مِن الآلام لأجلكِ، يكفي ما قد أحزَنْتِني به، وجدَّدتِ آلامي لحدّ الآن، فكُفّي عَن ذلك وغَيِّري سيرتكِ." فكاترينا عِند سماعها هذا الخطاب بَدأت تبكي بِمرارةٍ وشهيقٍ، أمّا يسوع فأخذ يُشجّعها قائلاً : فإذاً الآن أحبّيني بِمقدار ما أَغظتيني، واعلمي أنّكِ قد فِزتِ منّي بهذه النّعمة لأجل تلاوتكِ ورديّة أمي !!* وهكذا غاب عنها. فمضت "كاترينا" في الصّباح التالي تعترف بخطاياها عند القديس عبد الأحد. وبعد اعترافها، وزّعت على الفقراء جميع ما كان لها، وأخذت تَسيرُ سيرةً مُقدّسةً، حتّى أنّها بلغت الى درجاتٍ ساميةٍ مِن الكمال المسيحي. وقد ظهرت لها والدة الإله مرّاتٍ كثيرةً، بل إن مُخلّصنا يسوع المسيح نفسه قد أوحى للقديس عبد الأحد، بأنّ هذه التائبة قد أضحت لديه عزيزةً مَحبوبةً في الغاية. - كل من يداوم على تلاوة ورديّتي بإخلاص مع أسرارها المقدّسة، لن يُهزمه أيّ سوء ! لن يعاقبه الله وفق عدالته ولن يصيبه الموت المفاجئ، لأنه إذا كان خاطئاً سيرتدّ إلى الإيمان الحقيقي، وإذا كان صالحاً سيستمر في نعمة الله إلى النهاية حتّى يستحقّ الحياة الأبديّة. (القديسة مريم أُمّ الله إلى القديس آلان دولاروش) |
|