رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
شفاء جراحات صهيون غير القابلة للبرء: 12 لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: كَسْرُكِ عَدِيمُ الْجَبْرِ وَجُرْحُكِ عُضَالٌ. 13 لَيْسَ مَنْ يَقْضِي حَاجَتَكِ لِلْعَصْرِ. لَيْسَ لَكِ عَقَاقِيرُ رِفَادَةٍ. 14 قَدْ نَسِيَكِ كُلُّ مُحِبِّيكِ. إِيَّاكِ لَمْ يَطْلُبُوا. لأَنِّي ضَرَبْتُكِ ضِرْبَةَ عَدُوٍّ، تَأْدِيبَ قَاسٍ، لأَنَّ إِثْمَكِ قَدْ كَثُرَ، وَخَطَايَاكِ تَعَاظَمَتْ. 15 مَا بَالُكِ تَصْرُخِينَ بِسَبَبِ كَسْرِكِ؟! جُرْحُكِ عَدِيمُ الْبَرْءِ، لأَنَّ إِثْمَكِ قَدْ كَثُرَ، وَخَطَايَاكِ تَعَاظَمَتْ، قَدْ صَنَعْتُ هذِهِ بِكِ. 16 لِذلِكَ يُؤْكَلُ كُلُّ آكِلِيكِ، وَيَذْهَبُ كُلُّ أَعْدَائِكِ قَاطِبَةً إِلَى السَّبْيِ، وَيَكُونُ كُلُّ سَالِبِيكِ سَلْبًا، وَأَدْفَعُ كُلَّ نَاهِبِيكِ لِلنَّهْبِ. 17 لأَنِّي أَرْفُدُكِ وَأَشْفِيكِ مِنْ جُرُوحِكِ، يَقُولُ الرَّبُّ. لأَنَّهُمْ قَدْ دَعَوْكِ مَنْفِيَّةَ صِهْيَوْنَ الَّتِي لاَ سَائِلَ عَنْهَا. [12-17]. كانت هناك أسباب كثيرة تدعو إلى اليأس، فقد حلّ السبي، وصارت جراحات الشعب غير قابلة للبرء، لقد ضُربوا ضربةً مميتة، وليس من طبيبٍ ماهر يقدر أن يعالج ولا من بلسان يشفي المرض... بقى طبيب واحد هو الله مخلص شعبه الصانع العجائب، إله المستحيلات الذي يقدم نفسه بلسانًا لهم فيشفيهم. والعجيب أنه لا ينتظر من يدعوه أو من يأتي إليه ليعرض جراحاته، بل في حبه الباذل يتقدم من تلقاء نفسه [7] كطبيبٍ للنفس ومحررٍ لها. إنه يفتش عن المجروحين والمسبيين والمطرودين والمرذولين... حين تقف كل الأذرع البشرية عاجزة تظهر يد المسيا المخلصة والشافية. لكي يؤكدالحاجة إلى تدخل إلهي للإصلاح أوضح خطورة الموقف. إنها في حالة لا يُرجى إصلاحها، ولا يوجد من يهتم بها. جُرحت بسبب خطاياها، ووسط هذه الجراحات فقدت حتى محبيها الذين اشتركت معهم في الخطايا... فازدادت الآلام آلامًا. وكما قيل في هوشع النبي: "ورأي أفرايم مرضه ويهوذا جُرحه، فمضى أفرايم إلى آشور وأرسل إلى ملك عدُوّ ولكنه لا يستطيع أن يشفيكم ولا أن يزيل منكم الجرح" (هو 5: 13). مصر التي شجعت يهوذا على التمرد أكثر من مرة لم تعد تسندها. ففي عام 588 ق.م. انسحب الجيش المصري أمام البابليين وسقطت أورشليم بعد قليل (إر 37: 1 إلخ). إنه ليس من ينقذ غير الرب نفسه. فجأة يتحول إرميا من الحديثعن العقوبة والتأديب إلى إعلان الخلاص [15-16]. الله يستخدم نبوخذنصر عبده ليتمم مقاصده بتأديب شعبه بعدئذ يأتي الوقت ليسلم بابل للدينونة. بهذا تصير الجراحات التي بلا شفاء قابلة للشفاء [17]، فإن الغير مستطاع عند الناس مستطاع لدى الله (مر 10: 27). لقد سمح الله بقيام بابل لتحطيم آشور، وقيام مادي وفارس لتحطيم بابل، وقيام اليونانيين (إسكندر المقدوني) لتحطيم فارس ومصر (فرعون) إلخ... هكذا تنهار كل قوى العالم وتحطم بعضها البعض، أما النفس التي تلتصق بالله مخلص فتنال قوة فوق قوة، ومجدًا فوق مجدٍ! الشفاء الروحي أحد المكونات الأساسية لعمل الله الخلاصي في المسيح (يوئيل 2: 25). إذ تُشفي النفس من جراحاتها المستعصية وذلك بجراحات المصلوب لا تعود بعد تُدعى "منفية صهيون التي لا سائل عنها" [17]، بل "المطلوبة، المدينة غير المهجورة" (إش 62: 12). تصير المحبوبة لدى الله والساكنة في أحضانه. كلمة "منفية" هنا تشير إلى زوجة مطرودة من رجلها أو مهجورة منه... الآن تعود كعروسٍ محبوبةٍ يلتصق بها رجلها، ويتحد معها. يتحدث الآباء عن السيد المسيح كطبيبٍ سماوي قادر وحده أن يشفي الجراحات المستعصية: * حقًا يود الطبيب السماوي أن يكافئ التائبين المملوئين ندامة بل بالأحرى الأسخياء في العطاء، لا بتقديم المغفرة لهم فحسب بل والإكليل. الأب قيصريوس أسقف آرل |
|