رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* يظن الناس أني بار، أنا الذي ليس لي أعمال صالحة. يظن الناس أني قديس، أنا الذي ليس لي كلمات صالحة. هكذا يقول داود والقديسون والرسل أيضًا، لأن الخطاة لا يقولون هذا. ماذا يقول البار؟ ليس لي أعمال صالحة ولا كلمات صالحة، ويظنون فيَّ أني قديس، ويمدحونني؛ لكنني أعرف ضميري. أنا أعلم بأي نوع من الأفكار يتلاطم قلبي من هنا وهناك.أنا أعرف كم من شهوات جامحة تمسك بي. إني "أرى ناموسًا آخر في أعضائي يحارب ناموس ذهني ويسبيني إلى ناموس الخطية" (رو 7: 24). ولهذا أصرخ: "ويحي أنا الإنسان الشقي من ينقذني من جسد هذا الموت" (رو 7: 24)... لقد أطلت هذه العظة هكذا لتأكيد هذه النقطة أنه في العالم الحاضر ليس أحد قادرًا أن يكون بارًا بالتمام، لا داود ولا الرسل ولا أي أحد من القديسين. ليس أحد طاهرًا من خطية ولو كانت حياته يومًا واحدًا (أي 14: 4-5). حيث أن الرسل والقديسين لم يجسروا أن يقولوا "نحن قديسون"، ولا يجسرون أن يقولوا: "أرضي (الرب)" وإنما "سأرضي"، فإن النبي يعد بالنسبة للمستقبل بما يعترف أنه لم يفعله في الماضي: "سأرضي الرب"... أين سأرضي الرب؟ "في كورة الأحياء". هذه الأرض هي أرض الأموات، أما الأخرى فهي أرض الأحياء... لقد عرف (داود) هذا العالم ليس كأرض الأحياء بل أرض الأموات. هل تريد أن تعرف أرض الأحياء؟ يخبرنا الرب في الإنجيل: "أنا إله إبراهيم، وإله إسحق وإله يعقوب" (مت 22: 32)، وكانوا أمواتًا. القديس جيروم |
|