* قال ناسك: "إننا محتاجون قبل كل شيء إلى التواضع". لماذا قال هذا، ولم يقل إننا محتاجون قبل كل شيء إلى ضبط النفس، مع أن الرسول يقول: "كل من يجاهد، يضبط نفسه في كل شيء" (1 كو 25:9)؟ أو لماذا لم يقل إننا محتاجون قبل كل شيء إلى مخافة الرب، إذ يقول الكتاب المقدس: "مخافة الرب رأس المعرفة" (أم 7:1)؟ أو لماذا لم يقل إننا محتاجون قبل كل شيء إلى الرحمة أو الإيمان، حيث قيل: "بالرحمة والحق يُستر الإثم" (أم 6:16)، و"بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه" (عب 6:11)؟
لماذا ركز الناسك على التواضع وحده، تاركًا هذه جميعها إلى جنب بالرغم من احتياجنا إليها؟ إنه بهذا يُظهر لنا أنه لا يمكن لمخافة الرب أو الرحمة أو الإيمان أو ضبط النفس أو أية فضيلة أخرى أن تنمو بدون التواضع، هذا بجانب ما للتواضع من قدرة على إفساد كل سهام العدو. فجميع القديسين سلكوا طريق التواضع، وجاهدوا فيه: "أنظر إلى ذلي وتعبي، واغفر لي جميع خطاياي" (مز 18:25)، وأيضًا: "تذللت فخلصتني" (مز 6:116).
الأب دوروثيؤس