منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 03 - 10 - 2023, 11:25 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467



مزمور 116| المجاهرة بالإيمان العملي




المجاهرة بالإيمان العملي

أَحْبَبْتُ لأَنَّ الرَّبَّ يَسْمَعُ صَوْتِي تَضَرُّعَاتِي [1].
كلمة "أحببت" هنا تشير إلى التمتع بلذة صادقة وبهجة في الالتصاق بالرب والتعرف على إرادته الإلهية مع العرفان بالجميل والشكر لرحمته وحنوه. كما تعبَّر عن الرغبة في الالتصاق بالله والفرح بحضوره الدائم في أعماق النفس.
حقًا تتهلل النفس وتمتلئ فرحًا حينما تدرك أن الله خالق السماوات والأرض، ينصت إليها، ويستجيب لها فيما هو لبنيانها. غير أن المرتل لم يقل "فرحت لأن الرب يسمع صوت تضرعاتي" وإنما يقول "أحببت". وكأنه إذ يتأمل حب الله له وتواضعه بأن يميل بأذنه ليسمع له ويستجيب لتضرعاته، تصير رأس كل الوصايا "حب الرب إلهك" أمرًا سهلًا بل وطبيعيًا.
يرى القديس جيروم

كلمة "أحببت" جاءت في صيغة الماضي، بينما "يسمع صوتي"
في صيغة المستقبل. فإننا نحب الرب دون أن ننتظر حتى يسمع
تضرعاتنا، وإن كنا في ثقة أنه في الوقت المعين يستجيب تضرعاتنا.
* ماذا يحب؟ الرب إلهه من كل قلبه...
وكمكافأة لحبه يتقبل استجابة صلواته.
البابا أثناسيوس الرسولي

* لقد سررت وفرحت أن يسمع الرب صوت تضرعي،
بمعنى إذ تدرجت من مخافة الرب إلى حبه من كل قلبي،
صار هو أيضًا يستجيب إلى صوت تضرعي ويمنحني مرادي.
الأب أنسيمُس الأورشليمي
* "أحببت أن يسمع الرب صوت تضرعي". ليت النفس التي تتجول في تغرب عن الرب تغني هكذا. ليت الخروف الذي كان ضالًا يغني هكذا. ليت الابن الذي كان ميتًا فعاش وكان ضالًا فوُجد (لو 15: 6، 24)يفعل هذا...
لنغنِ هكذا مع القديسين: "أحببت أن يسمع الرب صوت تضرعي".
القديس أغسطينوس





لأَنَّهُ أَمَالَ أُذْنَهُ إِلَيَّ،
فَأَدْعُوهُ مُدَّةَ حَيَاتِي [2].
كثيرًا ما يصور الكتاب المقدس الله وهو يتنازل ليميل بأذنه نحو الإنسان (مز 17: 6؛ 31: 2؛ 40: 1؛ 78: 1). ما أروع أن يدرك المؤمن أبوة الله الحقيقية، ويشعر بأنه يستمع لصرخات المسكين ويستجيب لطلبته.
تعبير "أدعوه" يستخدم بمعنى "أعبده" (تك 4: 26)، خاصة ممارسة الصلاة، وأحيانًا تُستخدم بمعنى "أشكره".
يرى القديس جيروم أن تعبير "مدة حياتي" جاءت لتعني "أيامي (بالنهار)". فالمؤمن حياته كلها نهار ونور، كما يقول الرسول بولس. لسنا نعرف الليل، لأن لا مكان للظلمة في قلوبنا، ولا أمام أعيننا، لأننا مسكن المسيح النور الحقيقي، ودومًا في حضرته.
* "لأنه يميل أذنه إليّ" (مز 116: 2). لأننا صغار وأسفل، وعاجزون عن أن نرفع أنفسنا إليه، فإن الرب ينحني إلى أسفل نحونا في حنو رأفته متنازلًا للاستماع إلينا. في الحقيقة إذ نحن بشر ولا نستطيع أن نكون آلهة، فإن الله صار إنسانًا، وتنازل كما هو مكتوب: "طأطأ السماوات ونزل" (مز 18: 9).
"فأدعوه مدة أيامي" هنا يثور سؤال طبيعي: كيف يدعو الإنسان الرب في وقت النهار (أيامه) ولا يصلي بالليل؟ ولماذا يقول مزمور آخر: "في منتصف الليل أقوم لأشكرك" (مز 119: 62). مادام القديسون يمارسون الصلاة بالليل؟ وفي مزمور آخر يقول: "بالليالي ارفعوا أيديكم نحو القدس، وباركوا الرب" (مز 134: 1-2). إذن ماذا يقصد المرتل عندما يقول: "أدعوه مدة أيامي (النهار)"؟ إنه لا يقول أدعوه (في الحاضر) وإنما سأدعوه في المستقبل. مادمنا في العالم الحاضر ندعو الرب بالليل، وفي العالم العتيد ندعوه في النهار. لهذا يقول المرتل: "في أيامي (النهار)، التي هي بالنسبة للخطاة ليل، وأما بالنسبة لي فهو نهار.
القديس جيروم

* من أين جاءه هذا الرجاء؟ منذ قال: "لأنه أمال بسمعه إليّ فدعوته في أيامي". أحببت لذلك يسمع؛ ويسمع لأنه أمال أذنه إليَّ. من أين عرفتِ هذا أيتها النفس البشرية بأن الله أمال أذنه إليك إلا بقولكِ: "آمنت لذلك تكلمت" (مز 116: 10)؟ هذه الأمور الثلاثة إذن تثبت معًا: الإيمان والرجاء والمحبة (1 كو 13: 13). فإنكم إذ تؤمنون تترجون، وإذ تترجون تحبون...
ما هي أيامكم التي فيها دعوتموه؟ هل هي ملء الزمان حيث أرسل الله ابنه (غل 4: 4)، هذا الذي قال: "في وقت القبول استجبتك، وفي يوم الخلاص أعنتك" (إش 49: 8)... بالحري أدعو أيامي أيام بؤسي، أيام موتي، الأيام التي بحسب آدم مملوءة تعبًا وعرقًا، الأيام التي حسب الفساد القديم. إذ "غرقت في حمأة عميقة" (مز 69: 2)... في هذه الأيام دعوتك.
القديس أغسطينوس

* إمالة الأذن كناية عن تعطف الله نحو من ليس له دالة في رفع
صوته بسبب خطاياه. وأيضًا بمعنى تنازل الله واقترابه إلينا بالجسد.
أما قوله: "أدعوه مدة حياتي"، فمعناه: في مدة حياتي أو في أيام
حزني، أو في أيامي التي تصنعها لي ليس الشمس الحسية،
بل التي يُنيرها شمس البرّ الذي هو كلمة الله وابنه الوحيد.
الأب أنسيمُس الأورشليمي

رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
المجاهرة في الخدمة المسيحية
مزمور 119 | إذ نراه بالإيمان خلال نقاوة القلب
مزمور 112 | الحب العملي والعطاء بسخاء
مزمور 85 | يكشف عن الحل العملي وسط الضيقات
داود و المجاهرة


الساعة الآن 10:58 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024