رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فاتَّفقَ معَ العَمَلة على دينارٍ في اليَوم وأَرسَلهم إلى كَرْمِه. أمَّا عبارة "اتَّفقَ " فتشير إلى عدل صاحب الكَرْمِ حين أعطى العُمَّال الأولين دينارًا، وأمَّا عندما أعطى الآخرين مثل الأولين تعبيرًا عن سخائه وصلاحه. تفترض الآية (متى 20: 16) أنَّ المدعوّين الأوائل هم اليهود الذين رفضوا الدينار. أمَّا عبارة " العَمَلة" فتشير إلى كلَّ البشر الذين يدعوهم الله للحياة معه وخدمته لدخول المَلكوت السَّماوي. أمَّا عبارة "دينار" فتشير إلى الدينار الروماني وهو أجرة عامل في اليَوم في ذلك الوقت. ويوم العَمَل عند اليهود يبدأ من الصباح الباكر حتى غروب الشمس. وهكذا يُرى أن سيّد الكَرْمِ كان عادلاً حين أعطى العُمَّال الأولين ما أعطاهم، وحين أعطى الآخرين مثل الأولين دلالة على جود الرَبّ وكَرْمِه الذي لم يردْ العُمَّال الأولون أن يفهموه. فالدينار هو رمز الخلاص الذي سيقدِّمه الله لكلِّ مؤمن تائب، كما جاء في تعليق العلاَّمة أوريجانوس "في الدينار، الذي قدّمه وكيل رَبّ البيت للعاملين في كَرْمِه، أنه رمز الخلاص". وفي هذا الصدد يقول بولس الرَّسول" فإِنَّه يُريدُ أَن يَخْلُصَ جَميعُ النَّاس ويَبلُغوا إلى مَعرِفَةِ الحَقّ" (1 طيموتاوس 2: 4). وأمَّا في مفهوم القديس أوغسطينوس فيرى في الدينار رمز الحياة الأبديّة ". والثواب الذي وعد الله به عملة الكنيسة هو الحياة الأبدية أي الميراث السَّماوي وإكليل البِرِّ، وكل ذلك الثَّواب من النِّعْمَة، لانَّ الدَّعوة عينها هي النِّعْمَة. في هذه الأُجرَة نتساوى جميعًا، يكون الأوّل كالأخير، والأخير كالأوّل، لأن ذلك الدينار هو الحياة الأبديّة، وفي الحياة الأبديّة الكل متساوون" (العظة 87). فاليهود الذين هم أصحاب السَّاعةِ الأولى -الذين عرفوا الله منذ أيام إبراهيم وإسحق ويعقوب -متساوون مع الوثنيين أصحاب السَّاعةِ المتأخرة. |
|