رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مجيء العريس ففي نصف الليل صارَ صراخ: هوذا العريس مُقبل، فاخرجن للقائه ( مت 25: 6 ) منذ تأسيس المسيحية كان هذا المجيء موضوع انتظار عموم المسيحيين كما هو واضح من قول الرب «يُشبه ملكوت السماوات عشر عذارى أخذن مصابيحهن وخرجن للقاء العريس» ( مت 25: 1 ). وكان لذلك المجيء مكان عظيم من الاعتبار بل بالحري من الشوق والانتظار في قلوب رسل المسيح والمؤمنين الأولين الذين لم ينسوا وصية السيد «اسهروا لأنكم لا تعرفون اليوم ولا الساعة» ( مت 25: 13 ). ولكن واأسفاه .. فإنه قد مضت أجيال عديدة وأصبح هذا الموضوع مجهولاً عند كثير من المسيحيين لأنه «فيما أبطأ العريس نعسن جميعهن ونمن» ( مت 25: 5 )، ولم يبقَ لهم موضوع انتظار سوى الموت. فيا لها من حالة مُحزنة فإنه بينما كان الواجب علينا أن ننتظر قدوم العريس والدخول إلى عُرسه المجيد، قد أبدلنا العريس بالموت، والفرح بالجنازة. ولكن شكرًا لله بيسوع المسيح ربنا الذي من رحمته الكثيرة لم يحرمنا من معرفة موضوع تعزيتنا ورجائنا المبارك لأنه سُرَّ بمشيئته الصالحة في هذه الأيام الأخيرة بأن يُسمعنا الصوت الصارخ في نصف الليل «هوذا العريس مُقبل فاخرجن للقائه» ( مت 25: 6 ). وقد بارك الرب على المُناداة بهذا المجيء حتى انتبه كثيرون في أماكن مختلفة من أولاد الله فقاموا من نومهم وأصلحوا مصابيحهم وخرجوا لملاقاة العريس. إن السيد المسيح له المجد في يوم غير معلوم وفي ساعة غير مُنتظرة سوف ينزل من بيت الآب وأول شيء يُجريه حينئذٍ هو إقامة جميع الأبرار الذين رقدوا فيه منذ ابتداء العالم سواء كانوا من قديسي العهد القديم أو العهد الجديد. وهذا هو الوقت السعيد الذي فيه يقول الابن الحبيب للآب «ها أنا والأولاد الذين أعطانيهم الله» ( عب 2: 13 ). فمَن يستطيع أن يُعبِّر عن فرح قلب الآب الذي اشتاق أن يؤتى إليه ببنين؟ ومَنْ يعبِّر عن أفراح ذلك الابن الحبيب الذي رجع إلى بيت الآب ومعه أولئك البنون؟ ومَنْ يستطيع أن يتصوَّر فرح الروح القدس الذي طالما كان عمله في المؤمنين كالباكورة، بينما هم يئنون متوقعين التبني فداء أجسادهم؟ ها هم الآن قد حصلوا على فرحه بهم وقد فرحوا به في حالة الكمال. |
|