رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
صديقي الشاب، نني أقصد هنا ما لست أنا السبب فيه، فلست أقصد موقعًا إباحيًّا دخلته بإرادتي، ولا نكتة طلبت من زملائي أن يقصُّوها عليَّ واستمعتُ إليها بشغف، ولا مكانًا أعرف أن فيه الشر ذهبت إليه قاصدًا، ولا كل ما تعمدتُ فعله. لكني هنا أتكلم عن ما يصادفني في طريقي ولست أنا المسؤول عن وجوده في هذا الطريق ولا أستطيع الهرب منه. نعم، نحن لا نستطيع منع هذه الأشياء من الاقتراب إلينا، لكن المؤمن الحقيقي يستطيع أن يمنعها من أن تعشِّش في رأسه. فإذا قابله منظر رديء حوَّل عينيه سريعًا طالبًا قوة لذلك من الرب: «حَوِّلْ عَيْنَيَّ عَنِ النَّظَرِ إِلَى الْبَاطِلِ» (مزمور119: 37)، فالسالك بالحق «يُغَمِّضُ عَيْنَيْهِ عَنِ النَّظَرِ إِلَى الشَّرِّ» (إشعياء33: 15؛ اقرأ أيضًا: أمثال4: 25؛ متى18: 8). وهو في الأصل لا يجلس في مجلس المستهزئين (مزمور1: 1)؛ لكن إن وصلت إلى سَمْعِه كلمة رديَّة رغمًا عنه، حكم عليها على الفور بأنها شريرة ولا يصلح لها أن تبقى في ذهنه. وإن حاول الشيطان أن يضع في ذهنه فكرة شريرة من أي نوع، واجهها فورًا بالحق ورفضها مُصلِّيًا: «لِتَكُنْ أَقْوَالُ فَمِي وَفِكْرُ قَلْبِي مَرْضِيَّةً أَمَامَكَ يَا رَبُّ» (مزمور19: 14)، موجِّهًا فكره ليفكر في «كُلُّ مَا هُوَ حَق، كُلُّ مَا هُوَ جَلِيلٌ، كُلُّ مَا هُوَ عَادِلٌ، كُلُّ مَا هُوَ طَاهِرٌ، كُلُّ مَا هُوَ مُسِرٌّ، كُلُّ مَا صِيتُهُ حَسَنٌ، إِنْ كَانَتْ فَضِيلَةٌ وَإِنْ كَانَ مَدْحٌ» (فيلبي4: 8). صديقي، لا تترك طيور الشر تعشش في رأسك! |
|