رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أتذكَّر معك، عزيزي الشاب، صرختين فقط من الصرخات الكثيرة التي وردت في كلمة الله، كانتا طلبًا للمساعدة والإنقاذ، لكنهما كانتا على طرفي نقيض من بعضهما البعض من حيث التوقيت؛ فإحدى هاتين الصرختين جاءت في وقتها تمامًا بينما الأخرى جاءت بعد فوات الأوان. الصرخة الأولى” إنه اللص الذي كان على الصليب بجوار الرب يسوع، وفي اللحظات الأخيرة لحياته على الأرض طلب النجاة من رب النجاة، والإنقاذ والخلاص من المُخَلِّص الوحيد؛ رب المجد يسوع، فقال عبارته الشهيرة: «اذْكُرْنِي يَا رَبُّ مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ». وجاءت إجابة الرب، الذي لم يتوانَ عن استجابة هذه الطلبة والاحتياج الأكيد رغم ما كان يعانيه، فقال له على الفور: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ» (لوقا23: 42، 43). ليتها تكون صلاتك الآن للرب الذي ينتظرك ويناديك بكل قلبه! أما عن الصرخة الثانية، والتي جاءت أيضًا طلبًا للنجدة والإنقاذ، لكنها جاءت بعد فوات الأوان؛ فقد كانت صرخة الغني، الذي تحدث عنه الرب في قصة الغني ولعازر، والذي تَعَلَّم الدرس جيدًا لكن بعد ضياع الفرصة. فقد صرخ صرخته بعد الموت وبعد أن ضاعت مِن يده أيّة فرصة للنجاة والخلاص إذ يقول الكتاب: «وَمَاتَ الْغَنِيُّ أَيْضًا وَدُفِنَ فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ فِي الْهَاوِيَةِ وَهُوَ فِي الْعَذَابِ... فَنَادَى: يَا أَبِي إِبْرَاهِيمُ ارْحَمْنِي وَأَرْسِلْ لِعَازَرَ لِيَبُلَّ طَرَفَ إِصْبَعِهِ بِمَاءٍ وَيُبَرِّدَ لِسَانِي لأَنِّي مُعَذَّبٌ فِي هَذَا اللهِيبِ فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: يَا ابْنِي اذْكُرْ أَنَّكَ اسْتَوْفَيْتَ خَيْرَاتِكَ فِي حَيَاتِكَ... وَالآنَ ... تَتَعَذَّبُ» (لوقا16: 22‑25). صرخة جميلة وكلمات رائعة، لكنها للأسف بعد فوات الأوان. طلبة ما أحلاها لكنها في لحظة ما أتعسها! ليته صرخ هذه الصرخة قبيل موته بلحظات! لكن، ويا للأسف، لم يُسعفه الوقت ليفعل ذلك؛ فقد جاءه الموت في لحظة لا يتوقعها وفي وقت لا يتخيله! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
عزيزي الشاب، هل لك أصدقاء أشرار |
عزيزى الشاب |
عزيزى الشاب:هل تتمتع بطهارة الفكر؟ |
عزيزى الشاب |
عزيزى الشاب انت ايوه انت ليك وبس |