البولس من رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس
( 3 : 12 ـ 4 : 1 ـ 4 )
وإذ لنا رَجاءٌ مِثل هذا فلنَستَعمل مُجاهَرةً كثيرةً. وليسَ كما كانَ موسَى يَضَع بُرقُعاً على وجههِ لكي لا يَجعل بني إسرائيل قادرين على نظر مجد وجههِ الزَّائل. بَل أُغلِظَت أذهانهُم، لأنَّهُ لغاية اليَوم ذلكَ البُرقُعُ نَفسهُ لم يَزل موجوداً غير مُنكشفٍ عند قراءة العهد العتيق لأنَّه سيُبطَلُ في المسيح، لكن حتى اليَوم عندما يقرأون موسى، البُرقُعُ موضوعٌ على قلبهم. ولكن عندما يَرجعُ إلى الربِّ يُرفَعُ البُرقُعُ. وأمَّا الربُّ فهو الرُّوح، وحيثُ روح الربِّ هُناكَ حُريَّةٌ. ونحنُ جميعاً ناظرينَ مجدَ الربِّ بوجهٍ مَكشوفٍ، كما في مرآةٍ نتغيَّرُ إلى تلكَ الصُّورة، تلكَ الهيئة عينها مِن مَجدٍ إلى مَجدٍ، كما من روح الربِّ.
لذلكَ إذ لنا هذه الخدمةُ ـ كما أنَّنا قد رُحِمنا ـ لا نَفشَلُ، بل لنرفض خفايا الخِزي، ولا نَسلُكَ في مَكر، ولا نَصنَعُ غشَّاً في كلمةَ اللـه، بل بإظهار الحقِّ، نقوِّم أنفُسنا لدى ضمير كل إنسان قُدَّام اللـه. ولكن إن كان إنجيلُنا مكتوماً فإنَّما هو مكتومٌ في الهالكينَ، وقد أعمَى اللـه أذهان غَير مُؤمني هذا الدَّهر، لئلاَّ ينظروا نور إنجيل مَجد المسيح الذي هو صُورة اللـه.
( نعمة اللـه الآب فلتحل على أرواحنا يا آبائي وإخوتي. آمين. )