لكننا لا ينبغي فقط أن “نقف” أمام الرب، لكن علينا أيضًا أن “نسير”؛ أي نسلك أمامه. قال الرب لأبرام: «أَنَا اللهُ الْقَدِيرُ. سِرْ أَمَامِي وَكُنْ كَامِلاً» (تكوين17: 1). ونستطيع أن نفهم أن عبارة الرب الرقيقة الحازمة في آنٍ: «سِر أمامي وكُن كاملاً!» تعني: “اسلك بكمالٍ” وذلك “أمامي”. قال أحد خدَّام الرب إن هذه العبارة تشبه كثيرًا ما يقوله الأب لابنه عندما يتعثر في مسيره راغبًا أن يرى ما إذا كان سيسير حسنًا بعد ذلك.
هل تذكر ما سجَّله المؤرخ الإلهي عن حياة زكريا وأليصابات وتقواهما وسلوكهما في وصايا الرب: «كَانَا كِلاَهُمَا بَارَّيْنِ أَمَامَ اللهِ سَالِكَيْنِ فِي جَمِيعِ وَصَايَا الرَّبِّ وَأَحْكَامِهِ بِلاَ لَوْمٍ» (لوقا1: 6)؟ ما أروع أن يأتي التقرير عن سلوكنا من الرب نفسه: «فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: هَلْ جَعَلْتَ قَلْبَكَ عَلَى عَبْدِي أَيُّوبَ؟ لأَنَّهُ لَيْسَ مِثْلُهُ فِي الأَرْضِ؛ رَجُلٌ كَامِلٌ وَمُسْتَقِيمٌ يَتَّقِي اللهَ وَيَحِيدُ عَنِ الشَّرِّ» (أيوب1: 8)! ليت الرب يُعيننا حتى نكون جميعًا كذلك!