عندما ابتدأ الرب يُظهر لتلاميذه أنه ينبغي أن يذهب لأورشليم ويتألم ويُقتل وفي اليوم الثالث يقوم، قال له بطرس «حاشاك لا يكون لك هذا». حينئذ تكلم الرب معهم عن حمل الصليب وخلاص النفس من صعوبات العالم أو إهلاكها من أجل المسيح والإنجيل. ثم قال قولته الشهيرة «لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟ أو ماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسه؟» (متى16: 21-26). والمعنى أنه في اتّباعنا المسيح لا نفكِّر في إنقاذ النفس من أي خسارة ناتجة لاتّباعنا الرب وتفضيل الطريق السهل. فعندما تُقابلنا الصعوبة التي تتطلب حمل الصليب، سيأتي صوت الشيطان - على لسان بطرس - “لا يكون لك هذا، خلص نفسك من هذا”. وهنا الامتحان: هل نخلّصها أم نميتها بحمل الصليب؟
إن بُغضة النفس تعني التخلي عن الرغبات الطبيعية في هذا العالم، ونقول مع الرسول بولس «ولكنني لست أحتسب لشيء ولا نفسي ثمينة عندي حتى أتمم بفرح سعيي والخدمة التي أخذتها من الرب يسوع لأشهد ببشارة نعمة الله» (أعمال20: 24).