رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المسيا الكاهن أَقْسَمَ الرَّبُّ وَلَنْ يَنْدَمَ: أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ، عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادِقَ [4]. * أقسم الرب؛ لقد قدَّم وعدًا مُقَدَّسًا، لا لذاك الذي وُلد قبل كوكب الصبح، بل لذاك الذي وُلد من بتول بعد كوكب الصبح: "أنت هو الكاهن إلى الأبد على طقس ملكي صادق". إنه ليس ضروريًا أن يشرح هذه العبارة حيث ناقشها الرسول المقدس في رسالته إلى العبرانيين. فإن هذا هو ملكي صادق الذي بلا أب ولا أم... وكل الكنسيين اجمعوا أنه بدون أب من جهة الجسد، وبدون أم بكونه الله . القديس جيروم * هل الله الذي يمنع البشر من القسم (مت 5: 34) هو بنفسه يقسم...؟ الإنسان، خلال عادة القَسَم قد ينزلق إلى الحنث باليمين، لهذا بحق مُنِعَ من القَسَم... فإنه قد يقسم بالحق أو باطلًا، أما من لا يقسم، فلا ينحث بقسم، لأنه لا يقسم قط. [لكن الله إذ يقسم لن يحنث بالقسم] . * أولًا ظهرتْ الذبيحة التي تُقدَّم الآن لله بواسطة المسيحيين في كل العالم المتسع. بعد مدة طويلة من هذا الحدث (تقديم ذبيحة ملكي صادق)، قيل بالنبي أن هذه الذبيحة تتحقق في المسيح، الذي يأتي في الجسد. "أنت هو الكاهن إلى الأبد على رتبة ملكي صادق" (مز 110: 4). بمعنى آخر، ليس على رتبة هرون، لأن هذا النظام كان لابد أن يزول عندما تشرق هذه الأمور التي أُشير إليها مُقَدَّمًا خلال هذه الظلال. القديس أغسطينوس * أيها الفريسي... لو كنتَ على دراية بالأسفار المقدسة الموحى بها من الله وعلى عِلْم بكلام ونبوات الأنبياء القديسين، فربما كنتَ تتذكر الطوباوي داود الذي يقول بالروح عن المسيح مُخَلِّص الكل: "أقسم الرب ولن يندم أنك أنت كاهن إلى الأبد على طقس ملكي صادقً، لذلك اشرحْ لي هل هناك فريسي أو أي كاتب خدم الله على رتبة ملكي صادق، هذا الذي بارك إبراهيم وقَبِل منه العشور، وكما كتب بولس الحكيم جدًا: "بدون كل مناقشة الأصغر يُبارك من الأكبر" (راجع عب 7: 7). لذلك فإن أصل وبداية وجود إسرائيل، وهو إبراهيم أب الآباء، قد تبارك بواسطة كهنوت ملكي صادق، أما ملكي صادق وكهنوته فكان مثالًا للمسيح مخلصنا جميعًا، الذي صار رئيس كهنتنا ورسول اعترافنا، الذي يُقَرِّب إلى الله الآب الذين يؤمنون به، لا عن طريق ذبائح دموية وتَقْدِمات بخور، بل يُكَمِّلهم للقداسة بواسطة خدمة أعلى من الناموس، لأن "لنا رئيس كهنة مثل هذا قد جلس في يمين عرش العظمة في السماوات" (عب 8: 1) . القديس كيرلس الكبير * أقسم الرب بخصوصه، قائلًا: "أنت كاهن إلى الأبد". قال: "إلى الأبد" بحق. لأن غيره هم كهنة مؤقتون يخضع الجميع للخطية، أما هو فيملك كهنوتًا لا يُنتَهَك. الكل يخضعون للموت، أما هو فحيٌّ على الدوام. إذ كيف يمكن أن يهلك ذاك الذي هو نفسه قادر أن يُخَلِّص آخرين؟ فإن مثل هذا يناسبنا . القديس أمبروسيوس * من أين دُعِي ملكي صادق كاهن الله العلي، إن كان قبل الكهنوت اللاوي لم يكن يُجد لاويون، الذين اعتادوا أن يقدموا ذبائح لله؟ العلامة ترتليان * حقق بهذا أن هذا الكهنوت يدوم إلى الأبد، وأنه لا يزول مثل كهنوت هارون الذي جعل الله مذبحه في موضع واحدٍ من العالم. فلما عُدم ذلك "الموضع الذي فيه المذبح، بَطُلَ كهنوتهم ونُزِع بعدم وجود المذبح، وفقد شعبهم القربان والغفران. وأما كهنوت المسيح الذي بخبزٍ وخمرٍ على طقس ملكي صادق، ومذبحه موجود في جميع الأرض، فإنه دائم إلى الأبد. والكاهن المسيح هو ملك البرّ وملك السلام بالحقيقة . القديس مار أفرام السرياني * لدى عودة إبراهيم من كسر أعدائه، استقبله ملكي صادق، كاهن الله العلي، بخبزٍ وخمرٍ. وكانت تلك المائدة قد سبقت وصورَّت المائدة السرية هذه، كما أن ذاك الكاهن كان رمزًا وصورة للمسيح الكاهن الأعظم الحقيقي. لأن النبي يقول: "أنت كاهن إلى الأبد على رتبة ملكي صادق" (مز 110: 4). وخبزات التقدمة تلك كانت صورة لهذا الخبز. هذه هي إذًا الذبيحة الطاهرة أي غير الدموية، التي تكلم عنها الرب بلسان النبي: "إنها تُقَرَّب له من مشارق الشمس إلى مغاربها" (مل 1: 11) . الأب يوحنا الدمشقي * مرة أخرى، نجد في الكاهن العظيم ملكي صادق (تك 14: 18) رمزًا آخر بخصوص سرّ ذبيحة الرب، كما يشهد الكتاب الإلهي حيث يقول: "وملكي صادق ملك ساليم أخرج خبزًا وخمرًا" (تك 14: 18). لقد كان "كاهنًا لله العلي"، وقد بارك إبراهيم. أما عن كون ملكي صادق رمزًا للمسيح، فهذا ما يعلنه الروح القدس في المزامير، متكلمًا من الآب نحو الابن "... أنت كاهن إلى الأبد على رتبة ملكي صادق" (مز 110: 4). كان هذا الطقس بالتأكيد مستمدًا من هذه الذبيحة... فإذا كان ملكي صادق كاهن الله العلي، قدَّم خبزًا وخمرًا، وفي هذا بارك إبراهيم. لأنه من هو كاهن الله العلي (بحق) مثل ربنا يسوع المسيح، الذي قدَّم ذبيحة الله الآب، قدَّم ما قدَّمه ملكي صادق، أي خبزًا وخمرًا، أي جسده ودمه؟! استمرت البركة التي أُعطيت لإبراهيم في المسيحيين. لأنه إن كان إبراهيم قد آمن بالله، "فحُسب له برًا" (تك 15: 6)، فكل من يؤمن بالله، ويحيا بالإيمان، يُحسب له برًا... ويحسب مبرَّرًا ومطوَّبًا في إيمان إبراهيم، كما يُعَرِّفنا الرسول بولس، قائلًا: "آمن إبراهيم بالله، فحسب له برًا" (غل 3: 6). والآن فأنتم إذ تؤمنون تُحسَبون أولادًا لإبراهيم. وقد سبق فرأى الكتاب المقدس أن الأمم يتبررون بالإيمان، فتنبأ لإبراهيم أن فيه تتبارك جميع الأمم (غل 3: 6-8). لذلك فإن مباركة إبراهيم بواسطة الكاهن ملكي صادق الواردة في سفر التكوين، سبق أن أُعلنتْ كمثال لتقدمة المسيح، التي هي من خبزٍ وخمرٍ. وإذ كمَّل الرب المثال وأتمه، قدَّم خبزًا ومزج الكأس من خمر. * من هو كاهن لله العلي أكثر من ربنا يسوع المسيح، الذي قدَّم لله الآب ذبيحة، هي ذات التي قدَّمها ملكي صادق، أي الخبز والخمر، وبالحق هما جسده ودمه؟ الشهيد كبريانوس * رفضوا بوق إشعياء الذي أعلن الحبل الطاهر (إش 14:7)؛ وأخرسوا قيثارة المزامير التي غَنَّت عن كهنوته (مز 4:110)، وأسكتوا قيثارة الروح التي غنّت عن ملكيته (مز 4:110). وتحت صمتٍ هائل، أغلقوا على الميلاد العظيم الذي جعل الكائنات السماوية والأرضية تصرخ: مبارك هو ذاك الذي أشرق خارجًا من الصمت المطبق! القديس مار أفرام السرياني رآه القديس يوحنا الحبيب ملتحفًا بثوب الكهنوت حتى القدميْن، ومنطقة من ذهب عند ثدييه (رؤ 1: 13). ما هو هذا الثوب الكهنوتي سوى جسده القائم من الأموات، وما هما ثدياه إلا المعرفة النابضة بالحياة والفهم الروحي النقي. وكما يقول الأب فيكتوريانوس: [الكلمات "في ثوب كهنوتي" تشير بوضوح إلى الجسد الذي لم يفسد بالموت، والذي يحمل خلال موته كهنوتًا أبديًا. "متمنطقًا عند ثدييه بمنطقة من ذهبٍ" (رؤ 1: 13) توحي بالمعرفة النابضة بالحياة والفهم الروحي الطاهر يوهبان للكنائس.] |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 110 | المسيا الدّيان |
مزمور 110 | يسوع المسيح هو المسيا والملك والكاهن |
مزمور 110 | المسيا الملك |
مزمور 110| المسيا الرب |
مزمور 45 - المسيا الملك |