منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 06 - 09 - 2023, 04:05 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,184

آرميا النبي | الخطية المحتلة للقلب




الخطية المحتلة للقلب:

1 « خَطِيَّةُ يَهُوذَا مَكْتُوبَةٌ بِقَلَمٍ مِنْ حَدِيدٍ، بِرَأْسٍ مِنَ الْمَاسِ مَنْقُوشَةٌ عَلَى لَوْحِ قَلْبِهِمْ وَعَلَى قُرُونِ مَذَابِحِكُمْ. 2 كَذِكْرِ بَنِيهِمْ مَذَابِحَهُمْ، وَسَوَارِيَهُمْ عِنْدَ أَشْجَارٍ خُضْرٍ عَلَى آكَامٍ مُرْتَفِعَةٍ. 3 يَا جَبَلِي فِي الْحَقْلِ، أَجْعَلُ ثَرْوَتَكَ، كُلَّ خَزَائِنِكَ لِلنَّهْبِ، وَمُرْتَفَعَاتِكَ لِلْخَطِيَّةِ فِي كُلِّ تُخُومِكَ. 4 وَتَتَبَرَّأُ وَبِنَفْسِكَ عَنْ مِيرَاثِكَ الَّذِي أَعْطَيْتُكَ إِيَّاهُ، وَأَجْعَلُكَ تَخْدِمُ أَعْدَاءَكَ فِي أَرْضٍ لَمْ تَعْرِفْهَا، لأَنَّكُمْ قَدْ أَضْرَمْتُمْ نَارًا بِغَضَبِي تَتَّقِدُ إِلَى الأَبَدِ؟

قبل أن يحدثنا عن أهم الخطايا التي سقط فيها هذا الشعب، والتي نسقط نحن فيها بصورة أو أخرى صوّر لنا خطورة هذه الخطايا بكونها تحتل القلب نفسه الذي كان يلزم أن يكون هيكلًا لله، وتنحت على قرون المذبح الداخلي، فتفوح رائحة الدنس فينا عوض رائحة المسيح الذكية.
"خطية يهوذا مكتوبة بقلمٍ من حديد،
برأسٍ من الماس،
منقوشة على لوح قلبهم،
وعلى قرون مذابحكم" [1].
يقول العلامة أوريجينوس:
[توجد نبوة أخرى، لا أدرى كيف أنها غير موجودة في الترجمة السبعينية لكننا نجدها في النسخ الأخرى، خاصة وأنها موجودة في العبرية. هذه النبوة مليئة بالتعاليم الهامة والضرورية، التي إن طبقناها في حياتنا يمكنها أن تقودنا إلى التوبة. إليكم كلماتها: "خطية يهوذا مكتوبة بقلمٍ من حديدٍ برأسٍ من الماس منقوشة على لوح قلبهم" [1]. يمكننا أن نلجأ إلى التفسير السهل فنقول إن "الخطايا المكتوبة" هي خطايا شعب اليهود.
لكننا إن دققنا النظر كما وضحنا قبل ذلك فإن كلمة "يهوذا" يُقصد بها السيد المسيح، لذلك تصبح "خطية يهوذا" هي خطيتنا نحن الذين نؤمن أن السيد المسيح جاء من سبط يهوذا.
إن أردت أيضًا تفسيرًا آخر لتلك الآية، يمكننا القول بأن النبي يقصد هنا يهوذا الاسخريوطى الخائن، بذلك تقول النبوة عنه: "خطية يهوذا مكتوبة بقلمٍ من حديدٍ، برأسٍ من الماس منقوشة على لوح قلبهم"، ولكن جاءت كلمة "قلبهم" بصيغة الجمع لا تلائم حالة يهوذا الخائن.
ألا تنطبق هذه النبوة علينا نحن بالأكثر؟ لقد أخطأنا وخطيتنا لم تُكتب خارجًا عنا، إنما في قلوبنا، كُتبت بقلمٍ من حديد وبرأسٍ من الماس. ستثبت التجربة أن الخطايا التي نرتكبها تُكتب في داخلنا بمجرد أن نرتكبها. كما لو كانت "علامة" الخطية تُنقش في داخل نفسي لمجرد إني ارتكبتها. لو كانت خطيتي قد كُتبت بالحبر، لاستطعت أن أمحوها، ولكن ها هي قد كُتبت بقلم من حديد وبرأس من الماس، وكتبت كذلك في قلبي، لكن إذا ما وقفت لأحاكم في اليوم الأخير، تتحقق النبوة القائلة: "لأنه ليس مكتومًا إلا سيظهر ولا خفيًا إلا سيعلن". سيتم الكشف عن قلبي لأقف عاريًا أمام الجميع، حيث يقرأ الكل علامات الخطايا المكتوبة بالقلم الحديدي وبرأس الماس التي ستكون ظاهرة لجميع الناس. ُكتب عن ذلك: "إذًا لا تحكموا في شيء قبل الوقت حتى يأتي الرب الذي سينير خفايا الظلام ويظهر آراء القلوب" (1 كو 4: 5)، لِمَن سُيظهرها؟ ليس لنفسه، لأنه هو العارف كل الأشياء قبل أن تكون، إنما سُيظهر آراء القلوب للناس الأتقياء الأنقياء الذي بنقائهم يستطيعون أن يروا خطايا الناس الذين أخطأوا، حتى "يستيقظون إلى العار للازدراء الأبدي" (دا 12: 2).
ليحفظنا رب جميع الأشياء لكي نستيقظ ونقوم في اليوم الأخير بالمجد الذي للمسيح يسوع، الذي له المجد والقدرة والسلطان إلى دهر الدهور آمين ].
تحتل الخطية القلب نفسه، وكما يقول القديس أمبروسيوس: [تُوجد الخطية في موضع النعمة، لكن الخطية تُكتب بقلم أما النعمة فبالروح].
تُسجل الخطايا التي نرتكبها في داخلنا لأننا نرتكبها بإرادتنا، وعلامة تسجيلها ليس فقط أنها تُعلن في يوم الرب، وإنما تظهر أيضًا فينا حاليًا إذ يسيطر فينا الشر، ويجد إبليس عدو الخير له فينا موضعًا، يصير له الحق أن يعمل فينا عوض السلطان الذي صار لنا وبه ندوس عليه تحت أقدامنا. بارتكابنا الخطية نفقد سلطاننا الداخلي، خاصة على الأفكار والأحاسيس. في هذا يقول الرسول بولس: "أفكارهم فيما بينها مشتكية أو محتجة" (رو 2: 15).
ماذا يعني بقلبهم [1] هنا؟
الكلمة العبرية التي تترجم هنا "القلب" يمكن أيضًا ترجمتها "العقل" أو "الإرادة"، ويقصد بها القوة المركزية داخل الإنسان التي توجهه ليأخذ قراراته. وأيضًا بالنسبة للجماعة تعني أصحاب السلطة الذين يعطون قراراتهم. القلب هنا يعني إرادة مملكة يهوذا، إذ سبق فقال: "انزعوا غُرل قلوبكم يا رجال يهوذا وسكان أورشليم" (إر 4: 4)، كما قال: "اغسلي من الشر قلبكِ يا أورشليم" (إر 4: 14). ملك الشر عميقًا في قلوبهم، وسيطر على إرادة الجماعة كلها، لهذا صارت الحاجة إلى عهد جديد يمس أعماق القلب، ويقدس الإرادة الداخلية، ويجدد الطبيعة البشرية. عن هذا العهد يقول: "ها أيامتأتييقول الرب، وأقطع مع بيت إسرائيل ومع بيت يهوذا عهدًا جديدًا... اجعل شريعتي في داخلهم، وأكتبها على قلوبهم، وأكون لهم إلهًا وهم يكونون لي شعبًا" (إر 31: 31-33). ما دامت تخرج الخطية من أعماق القلب ومن خلال الإرادة، فالحاجة إذن إلى عهدٍ جديدٍ لا تُكتب فيه الشريعة على ألواح حجرية بل تخترق الأعماق الداخلية.
بلغت الخطية قلب مملكة يهوذا، إذ احتلت أورشليم مدينة الله المقدسة، وبلغت قلبها، وتعلقت بقرون المذبح بكونها قلب المذبح، أو أقدس موضع فيه (لا 16: 18، عا 3: 14)، هذا الذي من خلاله تتم المصالحة بين الله والشعب، ويتمتع الشعب بقوة الله وإمكانياته (القرون)، فصارت منقوشة بآلة حديدية خاصة بالنحت، هذه التي لا يليق أن تمس مذبح الله (تث 27: 5؛ خر 20: 25). بإصرارهم على الشر استخدموا آلة رأسها من الماس ليسهّل عملية الحفر أو النقش.
الاتهام بحق خطير لأنه يمس حياة الشعب كله في علاقته بالله، كما يمس المقدسات الإلهية، وأيضًا العمل الكهنوتي! قدم الله لشعبه لوحيّ الشريعة منقوشين على حجارة بأصبعه الناري (خر 32: 6)، وجاء تجاوب الشعب مناقضًا لذلك، إذ قدموا خطيتهم منقوشة على مذبح الرب. هو يقدس قلوبنا الحجرية ليعمل منها مَقْدِسًا له، ونحن في شرنا ندنس حتى مقدساته.
يفسر كثير من الدارسين ما ورد في هذا القسم (إر 17: 1-4) على أنه يخص خطايا جنسية واباحية ورجاسات. لما كانت الخطية الرئيسية التي ارتكبتها مملكة يهوذا - حسب سفر إرميا - هي الخيانة الزوجية أو الزنا الروحيّ، لهذا يفسر البعض عبارة: "خطية يهوذا مكتوبة بقلمٍ من حديدٍ، برأسٍ من الماس منقوشة على لوح قلبهم وعلى قرون مذابحكم" [1]، هو أنهم كانوا ينحتون على المذابح خاصة قرونها الأربعة الأعضاء الجنسية للذكر ويتعبدون لها... صورة بشعة للانحطاط الأخلاقي والرجاسات التي بلغها الشعب علانية، حيث كانوا يمارسون ما يُدعى بعبادة الذكر Phallic worship.
"كذكر بنيهم مذابحهم وسواريهم عند أشجارٍ خضرٍ على آكام مرتفعة" [2].
السارية هي عمود خشب مستقيم يُثبت على الأرض بجوار المذبح، وهو يمثل إلهة الخصوبة، هذه التي من أجلها وبخ الله شعبه قائلًا: "قائلين للعود أنت أبي" (إر 2: 27)، كنوع من السخرية، لأنها مؤنث ويخاطبونها كأبٍ لا كأم، أي فقدوا روح التمييز الطبيعي.
يرى R.E. Clementsأن إقامة السواري مرتبط بطقوس خاصة بالخصوبة، إذ كانوا يتطلعون إلى الخصوبة والممارسات الجسدية كأمرين يمسان قوة الحياة السرية، لهما آثارهما حتى على محاصيل النباتات واخصاب الحيوانات. هذه القوة تصدر عن ممارسات بين الآلهة والإلهات، وإن ممارسة الرجال والنساء ومشاركتهم في هذه الطقوس تعطيهم قوة الحياة.
لعله لهذا السبب كانت الرجاسات ُتمارس بجوار مذابح ُمقامة تحت كل شجرة خضراء على أكمة مرتفعة، لكي تقدم الآلهة الخصوبة للنباتات والحيوانات كما للإنسان.
لا يقف الأمر عند خصوبة النباتات والحيوانات، وإنما هذه الممارسات -في ذهنهم- تهبهم قوة للصراع ضد قوى الموت السرية غير المنظورة. وكأن الخصوبة والجنس يمثلان حياةً أو موتًا، بقاءً أو دمارًا! لهذا لا نعجب إن ارتبطت المذابح والسواري بالممارسات الدنسة والرجاسات كطقس ديني، كما يظهر من (2 مل 23: 5-7). أما ثمر ذلك فهو:
"يا جبلي في الحقل،
أجعل ثروتك كل خزائنك للنهب
ومرتفعاتك للخطية في كل تخومك،
وتتبرأ بنفسك عن ميراثك الذي أعطيتكَ إياه،
وأجعلك تخدم أعداءك في أرضٍ لم تعرفها،
لأنكم قد أضرمتم نارًا بغضبي تتقد إلى الأبد" [3-4].
على ضوء ما سبق الإشارة إليه بخصوص ارتباط الوثنية بالرجاسات يرى بعض الدارسين مثل Holladay أن الثروة والخزائن هنا إشارة إلى أعضاء الذكر بشيء من السخرية، حيث كان معتقدهم هكذا. إذ عبدوها صار الجزاء من ذات النوع، حيث خصى الأعداء رجالهم العظماء حتى لا ينجبوا أولادًا يمكن أن يفكروا في العودة إلى أرض الموعد كميراثٍ لهم، بل يبقى المخصيون عبيدًا لسادتهم، الأمر الذي يمس وجودهم ذاته. هكذا لم تهبهم عبادتهم قوة الإنجاب ومقاومة الموت بل انهيارًا وتحطيمًا وموتًا!
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
آرميا النبي | لا يطيق الله القدوس الخطية
آرميا النبي | الله مخلصنا من الخطية
آرميا النبي | يكشف الله لنا عن خطورة الخطية
آرميا النبي | سمات هذه الأمة تكشف عن طبيعة الخطية التي تسبي النفس
تخلى عن الخطية المحببة للقلب


الساعة الآن 04:23 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024