يا جميع الشعوب صفقوا بالأكفّ
تكرّس مز 46 و48 لمجد الربّ في صهيون. أما مز 47 فبدا غريباً عنهما. إنه يرتبط بمزامير "مُلك الربّ". يُعلن الله ملكاً على بلد احتلّه. لا تُذكر فيه صهيون. ولكن حين نرى الربّ يصعد على صوت الهتاف والبوق، نفكّر بصعود العرش (أو: تابوت العهد) إلى أورشليم. أنشد مز 110 الحدث عينه من أجل سلطة داود. أما في مز 47، فالشعب يصبح وارث مملكة يهوه، وهو يتنعّم بها. إنه ينتصر مع الربّ ويرافقه في طواف إلى هيكله.
القسم الأول (آ 2- 5) ينشد انتصار الشعب. والقسم الثاني (آ 6- 10) يرى تتويج الله ملكاً على البلاد. يبدأ إسرائيل فيدعو جميع الشعوب والقبائل، شعوب الأرض والشعوب الغريبة، لكي تهتف للربّ الملك. "كل الأرض" تعني أرض فلسطين. تعني في مدلول آخر: المسكونة كلّها. الله هو ملك مهيب، ينحني أمامه الجميع، وهو العليّ الرهيب.
ويتوّج الله ملكاً. يصعد على صوت الهتاف، كما كان يصعد تابوت العهد في احتفال. وفي نهاية هذا الصعود" يأخذ الله مكانه على عرشه ملكاً على الأمم. لقد اجتمعت كل شعوب الأرض مع شعب إله ابراهيم. وهكذا تجاوز العابدون لله جماعة الاسباط الاثني عشر الذين يؤلّفون حلفاً تخدم فيه الله كلُّ قبيلة، شهراً من أشهر السنة.
وفي النهاية ينشد المزمور سلطان الربّ المطلق على الأرض الواسعة. كانت آفاق هذا المزمور ضيّقة في الاصل، فلم تتعدَّ في البداية مملكة داود. ولكن بعد سقوط المملكة وذهاب الشعب إلى المنفى، صار الله ملكاً على كل أرض أقام فيها مؤمنون. وهكذا نصل إلى الملك الشامل للمسيح الذي قام من بين الأموات و"صعد" منتصراً ليجلس عن يمين الآب.
ننشد لك يا يسوع نشيدنا يوم صعودك إلى السماء وجلوسك عن يمين الآب
نعبّر لك عن فرحتنا بعد أن أخضع الله كل شيء تحت قدميك
ونودّ أن نكون مع الأجواق السماوية، فنصفّق لك ونستقبلك أجمل استقبال
سلّمت الملك إلى الله الآب بعد أن أبدت كل قوة وسلطان،
وشتّت كل رئاسة زائلة أو معادية
خلّصت جميع البشر بحياتك وموتك وقيامتك،
وها أنت تجمع كل المشتّتين في واحد
بانتظار أن تجمع في شخصك كل شيء ممَّا في السموات وفي الارض،
فتعيد خلق السماوات والارض بعد أن أفسدتها الخطيئة.
ننشد لك اليوم يا ملكنا الصاعد في طريق المجد والقيامة
ننشد لك بعد الذلّ والموت اللذين تحمّلتهما
ونسير في طواف مع العظماء الذين انتدبوا نفوسهم،
ونسير مع الذين ما خافوا المخاطر ليكونوا في موكبك العظيم
دعوتهم فأجابوا وأسرعوا، فكان لهم شرف السير وراءك
كانوا مع كل المؤمنين الذين يعتبرون نفوسهم أبناء لإبراهيم.
أول فوج ملكي ذهب إليك هم المجوس،
هؤلاء العلماء جاؤوا إليك من المشرق فقدّموا لك هدايا الملوك
قدّموا لك أفضل ذهب وبخور ومرّ
ورافقك فوج آخر يوم الشعانين يهتفون لك: هوشعنا،
يهتفون: يحيا الملك ابن داود، تبارك الآتي باسم الرب
وها اليوم ترافقك السماوات والارض بالترنيم والتصفيق والنشيد.
أنت تصعد، ترافقك أصوات الهتاف قبل أن تجلس على عرشك
أنت تصعد، ترافقك صيحات المرافقين، وأمامك ينفخون بالابواق
أنت تصعد، وإليك تشخص عيون الرسل، إلى العلاء نحو الغمامة
أنت تصعد، وقلوبنا تصعد معك، وهي تنتظر عودتك أيها الرب يسوع
إملأنا فرحاً بصعودك ومجدك، وارفع عيوننا إلى السماء
هكذا نراك كما رآك اسطفانس قائماً عن يمين الله.
صفّقوا بالأكفّ يا كل الشعوب،
إهتفوا لله بصوت الترنيم
لأن الربّ عليّ رهيب، ملك عظيم على كل الأرض
أخضع الشعوب تحتنا والأمم تحت أقدامنا
اختار لنا أرضاً فنزثها، هي فخر يعقوب الذي أحبّه.
نريد يا ربّ أن نعبّر عن فرحتنا وابتهاجنا.
لهذا نقف لك صفوفاً متراصة ونصفّق لك
نريد يا ربّ أن نستقبلك أحسن استقبال،
لهذا نهتف لك، نرفع أصواتنا، نرنّم لك وننشد
نريد يا ربّ أن نقدّم لك آيات المديح والحمد،
فأنت الاله العليّ الذي يسمو على كل الخلائق
فأنت الإله الرهيب الذي يخافه البشر جميعاً،
يخافون قداسته وهم خطأة،
يخافون قدرته وهم ضعفاء،
يخافون عظمته وهم تراب ورماد.
أنت ملك يا رب، لا على فئة قليلة أو شعب صغير، بل على كل الأرض
أنت ملك ونحن نهتف لك.
ننشد لك لنجدّد عهد الوفاء لك، لنعلن لك أننا نسير معك ولا نخونك
وراءك نسير أنت يا جالساً على الكاروبيم، وعلى خطاك نصعد إلى المدينة المقدسة
لباسك الجلالة والبهاء، والنور شعاع وجهك.
عرشك في الهيكل، بل في السماء، ولموطىء قدميك تسجد الأمم جميعاً.
أنت الملك المجيد، أنت الربّ العزيز الجبّار
عرشك ثابت منذ الابد، وملكك منذ الأزل
تبدو لنا عظمتك الإلهية بالغمام والضباب الذي حولك
ويبدو لنا وجهك البشري بالقضاء الذي تجريه والعدل الذي يرافق أحكامك
أنت أيها الملك تعزّز شعبك وتقوّيه، وتباركه فتهبه السلام.
أنت يا إله يعقوب، بل إله ابراهيم واسحق ويعقوب وسائر الانبياء
تهتمّ بشعبك ولا سيما في وقت الضيق، وتخلّص محبّيك من مضطهديهم
أنت يا خالق الكون، تخلق الكون بكلمة من فمك
أنت يا سيّد التاريخ توجّه التاريخ بإشارة من عينك
تغلّبت على قوى الشرّ منذ بداية العالم، وما زالت عنايتك ساهرة
أعطنا نظرة إيمان فنرى أعمالك في الكون، وعجائبك ومعجزاتك.
تعطينا نصراً على الشعوب، وتجعلنا نحكم في الأمم.
لا نريد أن نحكم بالنار والسلاح، بل بالكلمة الفاعلة
نحن على مثالك نريد أن نخدم لا أن نُخدم،
نريد أن نضحّي بذاتنا من أجل القريب لا أن نضحّي بالقريب من أجل ذواتنا.
هكذا فعلت أنت يا ربّ، وكان لك أن ترث الممالك والشعوب فيحبّونك
وهكذا نرث نحن أرضاً تعطينا إياها، ونحصل على سعادة تهبنا إياها بحبّك
أنت لا تماحك ولا تصيح، ولا يسمع أحد صوتك في الشارع
ولكن عملك الخفيّ وحضورك الوديع بدّل وجه الأرض وجعلك ملكاً على جميع البشر.
يصعد الله بهتاف، يصعد الربّ بصوت بوق
رتّلو لله رتّلوا، رتّلوا لملكنا رتّلوا
الله ملك الارض كلّها، رتّلوا له بنشيد،
الله يملك على الامم، ويجلس على عرشه المقدس
عظماء الشعوب تجمّعوا مع شعب إله ابراهيم
لله الأرض ووسعها وهو متعال جداً.
كان شعبك في العهد القديم يصعد إلى أورشليم أيام العيد،
وأنت صعدتَ الجبل مراراً، وهناك صلّيت لأجل تلاميذك أو مع تلاميذك
وكان لصعودك إلى أورشليم قبل آلامك مغزى خاص:
أنت سترتفع على الصليب ومن هناك سترفع البشرية إليك،
حينئذٍ تجتذبها وترفعها معك إلى حيث أنت.
أما صعودك اليوم، فله معنى لا يعرفه بشر
أما صعودك اليوم، فيدلّ على أنك الاله الحق
أنت الذي أتيت من لدن الآب وجئت إلى العالم
ها أنت تترك العالم وتمضي إلى الآب، وفي هذا تتكلّم كلاماً واضحاً
نزلت إلى أسافل الأرض، ثم صعدت إلى ما فوق السماوات لتملأ كل شيء
بل نزلت إلى عالم الموتى، ومن هناك صعدت
أصعدت معك الأموات، وأخرجت من القبور أجساد الراقدين
فما أعظم خلاصك يا رب!
من أجل عظائمك يا ربّ، نرتِّل لك وننشد
ننشد لك مع كل شعوب الأرض الذين تجمّعوا حولك
مع كل الذين يعتبرون نفوسهم أبناء براهيم في إيمانهم بالله الواحد
مع كل الأمم الوثنية الذين تركوا أوثانهم وعادوا إليك أنت الاله الحق
مع كل الخطأة في العالم الذين تابوا إليك، أيها الاله الرحوم الغفور.
أنت ملك على الارض كلها، وكلُّ الشعوب هي لك، وأنت مسؤول عنها
أنت ملك يرعى شعبه، وكل شعوب الأرض شعبك
أردت خلاص جميع البشر، وما أخذت فئة دون فئة
أنت يا من تشرق شمسك على الاشرار والاخيار
الارض ووسعها أصغر من أن تسعك، والسماوات أنت أعلى منها
تجلس على عرشك، فتحضر أمامك جميع الأمم،
تحضر أمامك فتدينها بالعدل وتجازيها بالانصاف.
أنت ملك على الأرض، بعد أن غمرتَ بمحبتك جميع البشر،
جذبتهم إليك، وحّدتهم فيك
ولهذا جاؤوا إليك بملء إرادتهم وحرّيتهم،
جاء إليك الكبار والصغار، العظماء والملوك
قدّموا لك قلبهم وعقلهم، قدّموا لك صلاتهم وسجودهم وعبادتهم
ونحن نأتي معهم فنعيش عيداً واحتفالاً
نأتي إليك بعد أن جئت إلينا.
دعوتنا: تعالوا، فلبّينا النداء،
فجئنا ونحن عارفون أننا وإن خسرنا نفوسنا معك، فسوف نربحها
قلت لنا: من يترك لأجل اسمي بيوتاً وأخوة واخوات
ووعدتنا: ينال عوض الواحد المئة
دعوتنا إلى حمل صليبنا على خطاك،
نحن لا نريد أن نتهرّب، بل نتبعك إلى حيث تمضي،
نتبعك ولو لم يكن لك موضع تسند إليه رأسك.
نريد أن نكون معك، ولو في طريق الذلّ، بعد أن اجتذبتنا إليك
نريد أن نسير وراءك، وإن رْفعتنا على الصليب معك
فنحن نعرف أننا في النهاية سنقوم معك في مجد لا يزول