شهر أيلول - شهر سيّدة الأوجاع مريم !
- يقول القديس (1380-1444) Bernardine of Sienna :"إنّ حزن مريم لعظيم حتّى إنه لو تم تقسيمه على كل البشر لسبب لهم الموت على الفور" !!!
بين التفاسير التي يعنيها اسم مريم: بحر المرارة، كما يبرهن الطوباوي ألبارتوس الكبير.
وكما إن يسوع المسيح سُمّي: سلطان الأوجاع، وملك الشهداء لأجل أنه في مدة حياته قد أحتمل آلامًا أشد ممّا أحتمله الشهداء أجمعون، فهكذا بكل عدلٍ تُدعى مريم البتول: سلطانة الشهداء لأنّها استحقّت هذا اللقب باحتمالها استشهادًا أعظم من كل ما سواه، بعد ذاك الألم المُحتمل من ابنها مخلصنا.
ودُعيت سلطانة الشهداء ليس فقط لكون زمن استشهادها في احتمال الآلام وجد أطول من أزمنة عذابات الشهداء بل أيضًا لكون أوجاعها وآلامها قد وُجدت أشد وأعظم من أوجاع الشهداء وآلامهم كافةً. على أنه ترى من يمكنه أن يقيس مقدار هذه الأوجاع ويعرف حقيقتها وشدّتها وعظمتها؟.
وعود السيد المسيح
وقد فهم القديس يوحنا أن المجيدة مريم البتول كانت تطلب من ابنها نعمًا خاصّةً للمتعبدين لألامها وأوجاعها، ووعدها بإعطائهم أربع نعم خاصة:
1 -من يستغيث بهذه الأم باستحقاقات أوجاعها، يكتسب قبل موته نعمة التوبة الحقيقية عن جميع خطاياه.
2- يحفظ هؤلاء العابدين عند شدائدهم وتجاربهم التي تلمّ بهم لا سيما في ساعة الموت.
3- يطبع في قلوبهم تذكرة لأمه، فتعدّ لهم المكافأة الغنية في السماء.
4- يضع هؤلاء العباد في يد مريم عينها لكي تتصرف بهم حسبما تشاء وتريد، وأن تستمد لهم كل النعم التي ترغبها لهم.
وعد العذراء الوجيعة
طوبى للذين يتلون يوميًا فرض وطلبة أحزاني، ويذرفون الدموع السخية على آلامي القاسية، وأوجاعي الموجعة. فأستمد لهم حياة بارّة، وميتة صالحة، وعند ساعة موتهم احتضنهم بين ذراعي.
إنَّ الذين ينشرون ويذيعون هذه العبادة الخلاصية ويكثرون طبعها، أبارك مشاريعهم الروحية والمادية، وأبعد عنهم المصاعب والضيقات، واشملهم في حمايتي في الحياة والممات، ويكون لهم الحظ الأكبر في السماء.