منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 02 - 09 - 2023, 03:25 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

لإعاقة ذهاب موسى وإيليَّا








فخاطَبَ بُطرس يسوعَ قال:
((يا ربّ، حَسَنٌ أَن نكونَ ههُنا. فإِن شِئتَ، نَصَبْتُ ههُنا ثَلاثَ
خِيَم: واحِدَةً لكَ وواحِدَةً لِموسى وواحِدَةً لإيليَّا)).

تشير عبارة "فخاطَبَ بُطرس" تكلم بُطرس كعادته في المُبادرة في الكلام (يوحَنّا 20: 5، 21: 7) مقترحًا إطالة هذه اللحظة قدر المستطاع لإعاقة ذهاب موسى وإيليَّا، كما يتضَّح ذلك في إنجيل لوقا " حتَّى إِذا هَمَّا بِالانصِرافِ عَنه قالَ بُطرس لِيَسوع: يا مُعَلِّم حَسَنٌ أَن نَكونَ ههُنا. فلَو نَصَبنا ثَلاثَ خِيَم، واحِدَةً لَكَ وواحدةً لِموسى وواحِدةً لإيليَّا!" (لوقا 9: 33). أمَّا عبارة "حَسَنٌ أَن نكونَ ههُنا" فتشير إلى عبارة ملتبسة: إمَّا أحسّ بُطرس بفرحه واهتم بخدمة الضُّيوف الثَّلاثة مثلما حدث مع إبراهيم (التكوين 18)، وإمَّا حسنٌ لموسى وإيليَّا الذي يريد بُطرس أن يُقدِّم لهم مساعدة، وإمَّا خير لبُطرس للبقاء على الجَبَل مع موسى وإيليَّا ويسوع من التِجوال بين النَّاس والتَّعرض للتَّعب والإهانة والموت الذي أنبأ الرَّبّ به، وإمَّا ما قاله العلاَّمة أوريجانوس " أن ما قاله الرَّسُول بُطرس من شوقه للبقاء في هذا الموضع قصد به بقاء السَيِّد هناك حتى لا ينزل ههنا، وذلك لخوفه على الرَّبّ إذ سمع أنه ينبغي أن يصعد إلى أورشليم. وبالتالي لا يتعرّض للموت؛ بهذا يكون هذا الجَبَل موضعًا لائقًا للاختفاء لا يمكن لأحد المُضطهِدين أن يعرفه ". يتبيَّن هنا أنَّ بُطرس فد أساء فهمه للموقف، وأراد أن يدوم هذا المشهد، فأقترح أنْ ينصب خِيَم ونسي ما قاله يسوع أنَّ على ابن الإنسان أن يمرّ في الألم قبل أن يصل إلى المَجْد. ويعلق القديس أوغسطينوس " هذا الأمر لم يكن بُطرس قد فهمه بعد عندما كان يتمنى أن يعيش مع المسيح على الجَبَل. لقد حُفظ لك هذا، يا بُطرس، إلى ما بعد الموت. وأمَّا الآن فهو نفسُه يقول:" انزلْ إلى الأرض لتكدّ وتتعب، لتخدم على الأرض، لتُزدَرى، لتُصلبَ على الأرض؛ "يسوع الحياة" ينزل لكي يُقتل؛ "يسوع الخبز" ينزل لكي يجوع؛ "يسوع الطريق" ينزل لكي يتعب في الطريق؛ "يسوع الينبوع " ينزل لكي يعطش؛ وأنت ترفض أن تشقى؟". فكم من المرّات نتمنى حياة مختلفة مِن الّتي نحياها؟ أمَّا عبارة " نَصَبْتُ " في الأصل اليوناني ποιήσω (معناها أصنع) فتشير إلى صنع مظال من أغصان الشجر للوقاية والرَّاحة، كما صنع يَعقوب لمواشيه (التكوين 33: 17)، وصنع يونان واحدة منها ليقي نفسه الحرَّ (يونان 4: 5)، وكذلك صنع بنو إسرائيل المظال في صحراء سيناء (الأحبار 23: 42). وكان هدف من صنع تلك المظال هو بقاء بُطرس مع المسيح وموسى وإيليَّا على الجَبَل. وكأنه لا يريد أن تنتهي هذه اللحظة، أو أن يوقف الزمن ويدخل في الأبدية من الآن. أمَّا عبارة "خِيَم" فتشير إلى الخِيَمة الأصلية التي أمر الله موسى أن يقيمها في البرية لكي يسكن الله فيها بين شعبه (خروج 25: 8). وكانت مصنوعة من شعر المعزى. وكانت تنصب مدة السفر في البَرِّية في وسط المَحلة تحيط بها خِيام الكهنة واللاويين وخيام بقية الأسباط حواليهم في أربعة أقسام (عدد 2: 2-34). وعندما انتهت رحلات الشَّعب استقرت الخِيَمة في الجلجال (يش 4: 19 ثم نقلت إلى شيلوه مدة ثلاثمائة أو أربعمائة سنة. ومن هناك إلى نوب (1 صم 21: 1-9)، وفي مُلك داود، نقلت إلى جبعون (1 أخبار 21: 29). وكانت هناك في مستهل حكم سليمان (2 أخبار 1: 3-13). وبعد إتمام بناء الهيكل نقلت إليه مع كل أثاثها وآنيتها. وقد بنى الهيكل على نمط. وقد كانت خِيَمة الاجتماع مركز عبادة شعب الله قبل بناء الهيكل. ثم أن نظامها وترتيب العبادة فيها علما الشعب أشياء كثيرة عن قداسة الله وحلوله بينهم وحضوره في وسطهم، كما علّمت أشياء عن الذبائح والكفارة. وتعتبر الخَيْمة في العهد الجديد رمزاً للمسيح (العبرانيين 9: 11) ويتحدث سفر الرؤيا عن سكن الله مع النَّاس وإنه سيسكن معهم. وفيه إشارة إلى دوام الشركة الروحية والتمتع الأبدي بالحضرة القدسية (رؤيا 21: 3). وهنا تدل الخِيَمة على عيد الأكواخ (عيد المظال) (خروج 23: 16)، وتذكر في آيات الخروج ومواعيد الله للأزمنة الأخيرة. وكان تصرّف بُطرس تصرّفا واقعيا مما يدل على تاريخية القصة.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يشهد كل من موسى وإيليَّا بصحة دعوة يسوع وآلامه وموته
إنَّ ظهور موسى وإيليَّا مع يسوع هو تأييد لرسالته
تَراءَيا " فتشير إلى ظهور موسى وإيليَّا
موسى وإيليَّا في التجلي
(متى 17: 3) وإِذا موسى وإيليَّا قد تَراءَيا لَهم يُكلِّمانِه


الساعة الآن 05:12 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024