رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يقدم الله تعليلًا لتأديبهم، قائلًا: "لأنهم دنسوا أرضي" [18]. ينسب الله القدوس لنفسه هذه الأرض التي وهبها لشعبه، لذا لاق بهم أن يسلكوا فيها كما يليق بصاحبها القدوس، فتكون أرضًا مقدسة، وتصير لهم آمانًا، وتقدم لهم احتياجاتهم، حسب وعده الإلهي: "فتعلمون فرائضي وتحفظون أحكامي وتعملونها لتسكنوا على الأرض آمنين، وتعطي الأرض ثمرها، فتأكلون للشبع وتسكنون عليها آمنين" (لا 25: 18-19). يليق بكل ما ينسب للقدوس أن يكون مقدسًا: ملائكته وكل الطغمات السمائية، المؤمنون به، هيكله، الأواني المستخدمة فيها، المذبح إلخ. حتى الأرض التي يقدمها لشعبه! ويحسب الله كل تدنيس أو إفساد لقدسية هذه الأمور إهانة موجهة إليه شخصيًا! بمعنى آخر كل استهتار في بيت الرب الذي دُشن باسمه القدوس؛ كل تهاون بالهيكل المقدس، كل تدنيس لجسدك الذي هو هبته لك كهيكل لروحه القدوس... إنما هي خطية موجهة ضد الله. كثيرًا ما يتساءل بعض الشباب: لماذا يحسب الله الفكر الشهواني خطية؟ أو لماذا يُعتبر الزنا خطية ما دامت برضى الطرفين وليس من يصيبه ضررًا في المجتمع؟ الإجابة أن فكرك كما جسدك وجسد الغير هو مركز ملكوت الله القدوس، حتى الفكر الخفي الشرير إن قبلته بتهاونٍ وتراخٍ فيه إساءة إلى مقدسات الله. عندما يمر بك فكر شرير قل لنفسك: "لا تدنس أرض الرب المقدسة!" ربما بقول الله عن شعبه: "لأنهم دنسوا أرضي" [18]، يمكننا أن نفهم لماذا طلب الله من إرميا التوقف عن مشاركة الشعب في كل شيء. الأرض التي تدنست لا تستحق أن يقيم فيها رجل الله عائلة تستقى فيها، ولا أن يشارك الشعب في ولائمهم سواء في الأحزان أو الأفراح، بل يعتزل كل شيء! هكذا إذ ندنس أرض قلوبنا نُحرم من الحضرة الإلهية ومن شركة القديسين والسمائيين حتى نعود بالتوبة فنتقدس بعمل روح الله القدوس، نتحد مع الآب في ابنه، وتكون لنا شركة مع القديسين وننعم حتى بالعبادة مع السمائيين. |
|