الأنبا باسيليوس مطران القدس
نيافة الحبر الجليل الأنبا باسيليوس مطران القدس (1855-1899)
ولد سنه 1534 ش في قرية الدابة بقنا مركز فرشوط، وكان والداه تقيان وكان أبوه يصطحبه معه إلى الكنيسة، ويصلى في البيت مع أبويه، واعتنى به أبوه فعلمه القراءة والكتابة والحساب، وبرع في مطالعة الكتاب المقدس، وقد أصيب برمد في عينية من كثرة القراءة. أعجب كثيرًا بسيرة الآباء الرهبان وخصوصًا القديس أنطونيوس ولذلك ذهب إلى أحد الأديرة ليترهَّب، وداوَم على الصوم والصلاة، وفى سنه 1568 س رسم إيغومانسًا وسلم إدارة الدير ( وكان قد رسم قساَ سنه 1565) فعمل على ترقية هذا الدير وكان يعامل الرهبان برفق ومحبة فأحبوه كثيرًا.
وكانت سيرة القديس قد عبق أريحها الخارج، فأختير مطرانًا للقدس 1572 س على يد البابا كيرلس الرابع، ورغم أنه حاول أن يتخلص من هذا الحمل وتلك المسئولية ولكن البطريرك وأعيان الأمة أجبروه على القبول، فقبل وسار إلى الأرض المقدسة، وحزن كثيرًا عندما وجد أن حقوق الأمة القبطية هناك مهمله "فعمل على تجديد العقارات وشراء ما قيمته 150 ألف جنية، فاشترى أماكن يسكن فيها زوار القدس من الأقباط، وكانت مساحتها حوالي عشرين فدانًا سنة 1581 ش وبنى فيها كنيسة ودار فاخرة للمطرانية، كما عمر دير القديس أنطونيوس الملاحق لكنيسة القيامة، حتى أضحى يشمل على كنيسة عظيمة ودارًا للمطرانية جميلة وأكثر من أربعين غرفة بعد أن كانت خرابًا، كما عَمَّر كذلك دير وكنيسة مارجرجس.
كما دخل مع الأحباش في صراع قناصل انجلترا وفرنسا، ووقف لهم الأنبا باسيليوس فاستصدر أمرًا من الدولة العُليا بعمل مفاتيح جديدة للدير وتسليمها له، ولكن الأحباش عادوا وطالبوا بملكية الدير ولجأ الأنبا باسيليوس إلى الدولة العليا مرة أخرى وساعده في ذلك أعيان الأقباط الذين كانوا يعملون في أملاك الخديوي إسماعيل، فصدر الأمر العثماني إلى متصرفيه في القدس سنه 1309 هـ مؤيدًا ومُثْبِتًا حق الأقباط في هذا الدير.
وفى النهاية اشتد المرض عليه، وانتهت بألم شديد في جبينه الأيسر حيث أسلم الروح في 17 برمهات 1615 ش وهو يلهج يا رب خَلِّص، يا رب أنقِذ.
_____
(*) تاريخ الكنيسة القبطية من القرن الـ10 حتى الـ19 - د. يواقيم رزق.