رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"وأوكل عليهم أربعة أنواعٍ يقول الرب: السيف للقتل، والكلاب للسحب، وطيور السماء ووحوش البرية للأكل والإهلاك. وأدفعهم للقلق في كل ممالك الأرض" [3-4]. كأن الإنسان الذي يقبل الخطية في حياته يصير فريسة لأربعة أمور: فريسة للموت مع بشاعة الألم حيث تضربه الخطية كما بالسيف. فريسة للمهانة والخزي، حيث تسحبه الكلاب على التراب، إذ يلتصق القلب بالتراب ويصير ترابًا عوض تمتعه بالملكوت السماوي. وكما قيل: "عار الشعوب الخطية" (أم 14: 34). فريسة لطيور السماء، أي تفترسه الشياطين، خاصة شيطان الكبرياء. أخيرًا يصير فريسة لحيوانات البرية التي تشير إلى شهوات الجسد، فتحطمه الشهوات ولا يقدر أن يقاومها. إذ يسقط فريسة للموت الروحي، ويفقد الكرامة الحقيقية، وتنهشه الشياطين، وتحطمه شهوات الجسد لا يجد راحة أو استقرارًا، بل يصير في قلقٍ في كل ممالك الأرض! يصير مثل قايين الذي بسبب خطيته صار تائهًا على وجه الأرض. هذه الأنواع من التأديب تشير إلى معاناة جسدية واجتماعية ونفسية. فالسيف يشير إلى المعاناة الجسدية، حيث يُقتل الجسد، أما سحب أجسادهم الميتة بواسطة الكلاب ونهشها بواسطة طيور السماء وحيوانات البرية فيشير إلى المهانة الاجتماعية، حيث تشترك الطيور والوحوش في تحطيم كل ذكرى لهم! كان الدفن في مقابر الأسرة فيه تكريم للميت، أما أن يُترك الميت للكلاب والطيور والوحوش ففيه مهانة بالغة. وأخيرًا المتاعب النفسية إذ يُدفعون للقلق في كل ممالك الأرض. شعر القديس أغسطينوس بالجوع والعطش، فلجأ إلى الله واهب الشبع والسلام، مناجيًا إيّاه: [إلهي... لقد جعلت نفسي قادرة على أن تسع جلالك غير المحدود، لئلا يكون لها شيء يقدر أن يملأها سواك...! إلهي... إنك صنعتنا لأجلك... لذلك يبقى قلبنا مضطربًا، قلقًا، عديم الراحة على الدوام حتى يستريح بك]. ربما يتساءل البعض: لماذا يسلمهم الله للهلاك؟ |
|