بقوله "إخوتك أنفسهم وبيت أبيك" [5] يقصد كل أهل عناثوث (إخوته)، خاصة الأقرباء جدًا إليه (بيت أبيه). كأنه يقول له: لماذا تحتج عليّ قائلًا: لماذا تُنجح الأشرار؟ إن كنت أطيل أناتي عليهم فلا تنسى أنهم إخوتك وبيت أبيك حتى إن غدروا بك! أنا أحذرك منهم لكنني أؤدبهم لأخلصهم، فهم أقرباؤك!
يترجم البعض كلمة "عالٍ" [6] ب "سكران" أو "ممتلئ سكرًا"، فالكلمة العبرية ترجمتها الحرفية هي "وزن ثقيل" أو "ممتلئ" (خاصة بالسُكر)... لهذا يرى البعض أن المعنى هنا هو أن أقرباء إرميا كانوا يسخرون به كإنسان ممتلئ سُكرًا، كما حدث مع التلاميذ حين قبلوا عطية الروح القدس، إذ قيل عنهم إنهم سكارى (أع 2: 13)، كما قيل هكذا عن حنة عندما كانت تُصلي بقلبٍ منسحقٍ (1 صم 12-15). هكذا كان أقرباؤه تارة يسخرون به، وكان في هذا رمزًا للسيد المسيح الذي اتهمه أقرباؤه حسب الجسد أنه مختل العقل (مر 3: 21)، وتارة يحاولون خداعه بكلمات معسولة، كما قبّل يهوذا سيده مسلمًا إياه للموت!