رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في الأصحاحات [7 إلى 10] يعلن الله عن ضرورة الإصلاح الداخلي، فإنه لا يقبل عبادتهم من أصوامٍ وتسابيح وتقدمات وذبائح دون نقاوة القلب والحياة المقدسة في الرب. أما هذا القسم (11-20) فيحتوي على منطوقات نبوية تكشف عن الرسالة الخاصة بهزيمة الجيش وما يلحق البلاد من دمار. غالبًا ما نُطق بها في أيام الملك يهوياقين (605-598 ق.م.) . شملت هذه النبوات مراثٍ، إذ كانت نفس النبي مرّة، يصارع بين حبه الشديد لشعبه وتطلعاته النبوية الخاصة بهلاكهم بسبب الشر. لقد رأى شعبه الذي نشأ وترعرع خلال العهد الإلهي الذي ُقدم لهم بواسطة موسى على جبل حوريب بسيناء ينهار بسبب كسرهم للعهد. يقوم هذا العهد على اختيار الله لشعبه ورغبته في السكنى في وسطهم والالتصاق بهم لتقديسهم، فيصيرون خاصته، ويقدم نفسه نصيبًا لهم ومخّلصًا وسندًا وشبعًا لكل احتياجاتهم، مقابل هذا يلتزم الشعب بالأمانة والإخلاص في عبادتهم وسلوكهم ليتمموا إرادة الله فيهم بالطاعة لوصيته المملوءة حبًا! في الأصحاحين (11، 12) يوضح الله سر غضبه على خطاياهم ألا وهو نقضهم للعهد معه. فهو يريد أن تكون معاملاته مع شعبه على مستوى الأب مع بنيه، والعريس مع عروسه المحبوبة لديه، الساكنة معه في بيته [15]، وليس كسيدٍ آمرٍ ناهٍ. انصب دور الأنبياء، خاصة في العصور المظلمة على القيام بدور الوسطاء، يشفعون في الشعب بطلب مراحم الله ورفع غضبه عنهم، بكونهم ممثلين لهم. أما النبي الذي لا يكشف بوضوح خطة الله وإرادته، بل يداهن القيادات أو الشعب ليكسب ودهم أو مالهم، ولا يشفع فيهم، فهو نبي كذاب! أصالة النبوة جعلت إرميا في صراع مرّ بين صراحته ووضوحه في الكشف عن غضب الله على شعبه وما يلحق هذا من تأديبات قاسية تكاد تدمرهم وبين قيامه بدور الممثل للشعب أمام الله يشفع بقلبه الذي يذوب كالشمع ودموعه التي لا تجف! هكذا كان قلب إرميا النبي يتمزق! |
|