للعلامة أوريجينوس تعليق جميل على العبارة
"صانع الأرض بقوته، مؤسس المسكونة بحكمته،
وبفهمه بسط السموات" [12].
لنأخذ هنا ما يمكننا أن نطلق عليه ثلاث صفات من سمات الله، وهي: قوته وحكمته وفهمه. ينسب النبي إلى كل منها عملًا خاصًا: للقوة الأرض؛ للحكمة المسكونة؛ للفهم السموات.
يقول: "صانع الأرض بقوته، مؤسس المسكونة بحكمته وبفهمه بسط السموات".
بما أننا أرض،أي تراب، لأنه قيل لآدم: "أنت تراب"، فإننا نحتاج إلى قوة الله. وبدون قدرة الله لا نستطيع أن نقوم بأي عمل يفوق قدرات الجسد، لكننا ما أن نميت الأعضاء الأرضية، نقوم بالأعمال التي توافق إرادة الروح، يقول الرسول: "الروح يميت أعمال الجسد".
إذا طبقت هذا الكلام "صانع الأرض بقوته" على الأرض الحقيقية، تجد في سفر أيوب: "أين كنت حين أسست الأرض... من وضع قياسها...؟!أو من مد عليها مطمارًا. علىأي شيء قرت قواعدها أو من وضع حجر زاويتها؟!" (أي 38: 4-6).أيأن قوة اللههي التي حافظت على الأرض في توازنٍ كاملٍ وعجيبٍ.
انتقل أيضًا إلى المسكونة. إنني أعرف ما هي النفس المسكونة وماهي النفس الخالية. إذا كانت النفس لا تحمل الله، إذا كانت لا تحمل السيد المسيح الذي قال: "إن أحبني أحد يحفظ كلامي ويحبه أبي وإليه نأتي وعنده نصنع منزلًا" (يو 14: 23)، وإذا كانت لا تحمل الروح القدس، فإنها تكون خالية. لكنها تكون مسكونة حينما تكون ممتلئة من الآب والابن والروح القدس. توجد أمثلة عديدة في الكتاب المقدس، لوجود الآب والابن والروح القدس في نفس الإنسان.