«فَرَحًا أَفْرَحُ بِالرَّبِّ. تَبْتَهِجُ نَفْسِي بِإِلَهِي،
لأَنَّهُ قَدْ أَلْبَسَنِي ثِيَابَ الْخَلاَصِ»
(إش61: 10)
ميلاد المسيح
بعد سني الأحزان الطوال، صار للأرض نصيب في الأفراح نتيجة لميلاد المسيح. ولعلنا لا نندهش أن نجد الفرح في عدة دوائر بالارتباط بتجسد المسيح، تبدأ بطفل يبتهج، وتمتد لتشمل كل البشر بمختلف ظروفهم وأعمارهم ونوعياتهم.
ففي البداية، نقرأ عن فرح المعمدان وهو ما زال جنينًا في بطن أمه «حِينَ صَارَ صَوْتُ سَلاَمِكِ فِي أُذُنَيَّ، ارْتَكَضَ الْجَنِينُ بِابْتِهَاجٍ فِي بَطْنِي» (لو1: 44). ثم نقرأ عن الفرح الذي جاء ملاك الرب مبشِّرًا الرعاة به «هَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ» (لو2: 9، 10). ثم اتَّسعَت الفرحة لتشمل كل الناس، كقول جمهور الجند السماوي الذي ظهر مع الملاك للرعاة: «الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ» (لو2: 13، 14). وأخيرًا نقرأ عن فرح المجوس بعد فترة من ميلاد الرب، عندما وصلوا إلى أورشليم، وإذا بالنجم الذي رأوه قبلاً في بلادهم، يعاود الظهور لهم مرة أخرى «فلَمَّا رَأَوُا النَّجْمَ فَرِحُوا فَرَحًا عَظِيمًا جِدًّا» (مت2: 10).