إن مخاوفنا على تنوِّع أسبابها كثيرًا ما تكون غير منطقية. وإذا ما نظرنا فقط للرب وأدركنا مَن هو، فإننا سنكتشف على الفور سذاجتها، فنهدأ ونطمئن ونفرح. إن سيدنا - تبارك اسمُه - هو الذي «جَمَعَ الرِّيحَ في حَفْنَتَيْهِ» وهو الذي «صَرَّ الْمِيَاهَ في ثَوْبٍ» (أمثال30). إنه كُلي القدرة والسلطان، وهو في محبته ورحمته ونعمته وحكمته وصلاحه يُسَرّ بأن يجعلنا نختبر مَن هو ونكتشف مَن نحن؛ وذلك لنتعلق به أكثر فنتشبَّه به ويتغيَّر سلوكنا تدريجيًّا وتنضج شخصياتنا يومًا فيومًا فتسمو حياتنا ونصبح مثله، وفي هذا خيرنا المُطلَق. وهذا هو ما نختبره في الأعماق.
إنِّي كثيرًا ما أرغب في البقاء على الشاطئ، حيث الأمان والراحة وحيث “اللي نعرفه أحسن من اللي ما نعرفوش”. لكنني أود أن أشجِّعك، يا صديقي، أنه لا يمكننا أن نقنع بالشواطئ والرمال، بينما فكر الله من جهتنا هو أن نتقدَّم إلى الكمال.