أيهما أثبت: الوعد؛ أم الواقع؟
لِنَتَمَسَّكْ بِإقْرَارِ الرَّجَاءِ رَاسِخًا، لأِنَّ الَّذِي وَعَدَ هُوَ أمِينٌ
( عبرانيين 10: 23 )
كثيرًا ما يعطي الله وعدًا، ثم يصطدم هذا الوعد بواقع مؤلم. وكم من مرة تحيَّر مؤمنون أفاضل بين واقعهم وبين الوعد الإلهي المُعطَى لهم؟ إلا أنه بمرور الأيام يتحقق الوعد ويتبدَّل الواقع. وإليك بعض الأمثلة الكتابية:
أعطى الله وعدًا لإبراهيم: أن لا يرثه كبير بيته بل الذي يخرج من أحشائه هو يرثه ( تك 15: 2 -6)، إلا أن هذا الوعد اصطدم بالواقع، فإبراهيم تقدَّم به العمر، وسارة لم يَعُد لها عادة كالنساء، وفي ضعف إيمان تعجَّل إبراهيم فدخل على جاريته هاجر، إلا أنه وبعد سنوات كثيرة حيث وصل إبراهيم 100 سنة وسارة 90 سنة، تحقق الوعد الإلهي.
كان هناك وعد إلهي أن يملك داود على شعبه ( 1صم 16: 13 ،12)، إلا أن الواقع كان مريرًا للغاية، فها هو شاول الملك يحاول مرات عديدة أن يقتل داود. شاول معه آلاف وداود معه بضعة مئات، هاربًا بين الجبال والمغاير، حتى إن داود نفسه شك في تحقيق الوعد، وقال داود في قلبه: «إني سأهلك يومًا بيد شاول، فلا شيءَ خيرٌ لي من أن أُفلِت إلى أرض الفلسطينيين، فييأس شاول مني فلا يفتش عليَّ بعد في جميع تخوم إسرائيل، فأنجو من يدهِ» ( 1صم 27: 1 ). على الرغم من ذلك كان هناك أتقياء يثقون في وعد الله لداود نظير أبيجايل الكرملية التي قالت لداود: «يصنع الرب لسيدي حسب كلِّ ما تكلَّم به من الخير من أجلك، ويُقيمك رئيسًا على إسرائيل» ( 1صم 25: 30 ). وبالفعل يتحقق الوعد الإلهي ويملك داود علي إسرائيل.
صديقي قد يكون واقع حياتك مؤلمًا صعبًا، وربما تسرَّب إليك الشك في تحقيق وعدٍ إلهي أُعطيَ لك. أو ربما خَفَتَ الوعد أمام قسوة الظروف والأحداث.
عزيزي .. ليكن الواقع كيفما يكون، ولتتأزم الأمور كيفما تتأزم، لكن ثق في الله القدير، فإن الذي أعطى الوعد هو قادر أن ينجزه، ولا تنسى أبدًا أن الوعد أثبت من الواقع.
لنا في كلامِ الإلهِ الصَمَدْ أساسٌ لإيماننا كالجَبَلْ
وهل من مزيدٍ على ما وعَدْ لمَن جاءهُ وعليهِ اتكلْ