![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* تحدَّث الرسول بولس عن هذا بكلماتٍ واضحةٍ: "إن كان الخارج يفنى، فالداخل يتجدد يومًا فيومًا" (2 كو 4: 16). يُخبرنا بأن هذا التجديد يتحقق إذ ننمو في معرفة الله، بمعنى أن نتأمل ونُثَبِّت أفكارنا في شخص الله، الذي هو عادل وقدُّوس (2 كو 4: 17). بممارستنا هذا فإن كل ما هو باطل وزمني يفقد التصاقه بنا، وبالتالي نبدأ نقاوم كل ما يُفسِد صورة الله فينا، ونحتقر هذه الأمور. هذا هو التغيير الداخلي لنفسك والتقدُّم المستمر نحو الأبدية. توقفْ عن ثقتك في أسس العالم المنظور أكثر من ثقتك في أسس العالم غير المنظور، هذا يكون له أثره على الفكر الروحي المتجدد. التغيير الداخلي يعني توقُّف تبديد طاقتك والانشغال بالأمور التي تجلب ملذات جسدية، وذلك بالرجاء في أن تُشبِع أعماقك وتجد الفرح الحقيقي الدائم داخلك الصادر عن ينابيع الروح. خلال الجهاد المستمر يمكننا أن نضبط ونقلل من رغبتنا في الحياة حسب شهوات جسدنا، حسب الأسس الأرضية. هذا يعني أن نرتبط بما هو روحي بحبنا لله، والتصميم على أن نتبعه بالروح. أخيرًا، يعتمد نجاحنا في هذا كله على العون الإلهي. فإن كلمة الله هي التي تهب راحة وتعلمنا: "بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئًا" (يو 15: 5). هذا يصف لنا العمل اليومي الذي يتحقق في الذين يتقدمون روحيًا كما ينبغي . القديس أغسطينوس |
|