رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رن جرس التليفون في الصيدلية التي أعمل بها، فإذ به الأستاذ: ج. سوبرينا - صاحب 91 عام – أحد زبائن الصيدلية، يطلب إرسال كل علاجه الشهري؛ لأنه في احتياج شديد إليه، لكنه لا يستطيع المجيء للصيدلية بسبب مرضه وتعبه الواضح من نبرة صوته. كان علينا التجاوب مع طلبه وإرسال العلاج حتي باب منزله في أسرع وقت ممكن. تمت مراجعة كل أدويته (حوالي 15 دواء)، ثم أرسلناهم مع السائق، وأوصيناه بسرعة الذهاب لأن المريض في احتياج شديد إلي دوائه. في خلال دقائق قليلة، كان السائق أمام باب أ. سوبرينا، محاولاً إنقاذ ما يمكن إنقاذه. بدأ بقرعات رقيقة علي الباب، متوقعًا سرعة فتحه، لكن لم يكن من مجيب. ومع استمرار الطرق، تسرب القلق إلى السائق، مما جعله يطرق الباب بصورة أسرع وأقوي، بل و بطرق عديدة ومختلفة علي أمل التجاوب. وبالفعل تجاوب المريض أخيرًا، وفتح الباب. لكنه – للأسف - فتح الباب ومعه سيل من الشتائم، والتطاول علي السائق، ورفض الحديث معه أو الاستماع إليه، بل أهانه وطرده متعللاً بإن قرعاته أزعجته وأقلقته من نومه!! ما كان من السائق إلا الإنسحاب في هدوء، والعودة إلي الصيدلية ومعه “الدواء المرفوض”. وكادت الدموع تملأ عينيه بعد مشهد الرفض والإهانة. * مرت ساعة فقط من تلك الواقعة، ورن تليفون الصيدلية مرة أخرى، و إذ به أ. سوبرينا يسأل عن مصير أدويته.. فتعجبنا كثيرًا وأخبرناه أن السائق كان أمام بابه، لكنه رفض استلام الدواء منه. فما كان منه إلا “الاعتذار”؛ لانه ظن أن السائق الذي قرع علي باب بيته هو واحد من مندوبي المبييعات أو تجار الشنطة الذين يجوبون على البيوت بحثًا عن لقمة العيش، وعلى هذا الأساس رفض الاستماع إليه والحديث أصلاً معه!! * صديقي، صديقتي.. إن عدم تجاوب أ. سوبرينا مع قرعات السائق على بابه، وهو يحمل دوائه الخاص لأمراضه الكثيرة، يذكِّرنا بعينات كثيرة من البشر في عدم تجاوبها، بل ورفضها، لعلاج الله المقدَّم لهم. |
|