ان الحب يجعلنا أيضا نحيا للنفوس فبمعاناتها الداخلية استوفت مريم كقول بولس الرسول”وَأُكَمِّلُ نَقَائِصَ شَدَائِدِ الْمَسِيحِ فِي جِسْمِي”(كولوسي24:1). انه يبدو ان السيد المسيح أراد ان يترك أمه في العالم من بعده لكي تعزي كنيسته، أرملته وعروسه المهجورة. “وَصَوْتُ الْيَمَامَةِ سُمِعَ فِي أَرْضِنَا... ارْجعْ وَأَشْبِهْ يَا حَبِيبِي”(نشيد الأناشيد 12:2و 17) هذه هي صرخة الكنيسة والتي تنادي عريسها والتي امتلكته لمجرد لحظة. انها تصرخ “آه أي قسوة وآه واي عدم شفقة لقد انتظرنا لعدة أجيال وبأي شوق كان حنيننا لمجيئك، أيها الحبيب”. لم يراه المجمع ولكن رأته الكنيسة وسمعته ولمسته وبعدئذ وفجأة تركها لتقول له مع القديس بطرس:” «هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ شَيْءٍ”(متى27:19).